0
قصف جوي على قدسيا وغارات إسرائيلية على مواقع في الجولان

شنت الطائرات الاسرائيلية فجر أمس غارات على مواقع عدة تابعة للجيش والأجهزة الأمنية السورية رداً على انفجار العبوة الناسفة في هضبة الجولان اول من امس، ما ادى حينها الى اصابة اربعة جنود اسرائيليين بجروح، فيما هدد وزير الدفاع الأسرائيلي موشي يعالون بتدفيع بشار الأسد الثمن.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس في جلسة مجلس الوزراء «هاجم الجيش الاسرائيلي الليلة الماضية اهدافا في الاراضي السورية. هذه الاهداف تابعة لعناصر سورية لم تسمح بشن هجمات على قواتنا فحسب، بل تعاونت مع المعتدين».

وشدد نتنياهو «نحن نضرب من يعتدي علينا»، مشيرا الى ان حكومته ستواصل «منع نقل الاسلحة جوا وبحرا وبرا» في اشارة الى نقل اسلحة ومعدات عسكرية الى «حزب الله».

وقال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي ان الجيش الاسرائيلي استهدف مواقع عدة تابعة للجيش والأجهزة الأمنية السورية ساعدت في تنفيذ العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الجيش الاسرائيلي في الجولان اول من أمس.

وأوضح ان المواقع التي ضربها الجيش الاسرائيلي في الجزء السوري من الجولان هي عبارة عن مقرات وبطاريات مدفعية ومعسكر تدريب تابع لقوات الأسد. وأكد ان الجيش الاسرائيلي يحتفظ «لنفسه بحق التحرك في الطريقة والتوقيت التي يراها مناسبة لحماية مواطني دولة اسرائيل».

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشى يعالون فى بيان صدر عنه امس «نعتبر نظام الأسد مسؤولا عما يجري على أراضيه، وإن واصل التعاون مع عناصر إرهابية تسعى لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل فسوف نجعله يدفع ثمنا باهظا».

واعتبر الجنرال عاموس يادلين وهو رئيس سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، ان النظام السوري متورط في الهجوم الثلاثاء على الدورية الاسرائيلية. وقال يادلين في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي «هجوم البارحة كان مهنيا، ولا يوجد اي شك بأن السوريين كانوا على علم به وقد يكونون قد قاموا به لحساب حزب الله».

واضاف «هذا يغير قواعد اللعبة، وعندما يغير الطرف الاخر (سوريا) قواعد اللعبة، فإن اسرائيل يتوجب عليها ارسال رسالة بأن الثمن سيكون باهظا للغاية».

ولكن المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت احرونوت» اعتبر ان «السوريين وحزب الله يقومون بجر اسرائيل لحرب استنزاف على الحدود الشمالية في الوقت والوتيرة التي يفرضونها».

واكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير ان هناك «»عددا متزايدا من الهجمات عند الحدود وعلينا ان نكون مستعدين» دون ان يوضح ان كان حزب الله حليف نظام الاسد مسؤولا عن الانفجار الثلاثاء.

ودعت روسيا أمس، سوريا وإسرائيل إلى ضبط النفس في منطقة مرتفعات الجولان.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الروسية قالت فيه إن الأنباء حول الحادث الجديد لتصعيد التوتر العسكري في منطقة خط الفصل بين إسرائيل وسوريا تثير قلقا شديدا في موسكو التي تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب الاستفزازات ومراعاة الالتزامات الدولية.

وفي دمشق، اكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان ان الغارات الاسرائيلية استهدفت صباح الاربعاء «مواقع كوم الويسية ونبع الفوار وسعسع في محيط القنيطرة (جنوب) ما ادى الى استشهاد عنصر واصابة سبعة اخرين بجروح».

كما اشار البيان الى ان «العدو الصهيوني قام بعد ظهر امس باطلاق عدد من قذائف المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدروع بالقرب من قرية سحيتا وعلى المرتفع 1023 متسببا بوقوع خسائر مادية».

وحذر البيان من «ان هذه المحاولات اليائسة للتصعيد وتوتير الموقف في هذه الظروف من خلال تكرار هذه الاعمال العدوانية من شأنها ان تعرض امن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على جميع الاحتمالات».

وفي واشنطن، اعتبرت الخارجية الاميركية ان اسرائيل تتمتع «بحق الدفاع عن النفس»، داعية النظام السوري الى «تفادي اي عمل من شأنه ان يهدد وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا».

واعتبرت دمشق أمس أن قرار واشنطن اغلاق بعثاتها الدبلوماسية «اجراء تعسفي» و«بدعة سياسية وقانونية»، فيما رأت حليفتها موسكو ان الولايات المتحدة تخلت بهذه الخطوة عن دور «الراعي» لمفاوضات السلام في سوريا.

واعتبرت وزارة الخارجية السورية في بيان ان الولايات المتحدة «قامت بانتهاك واضح لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والعلاقات القنصلية»، بلجوئها الى «اجراء تعسفي بعد انتهاء مهمة الدبلوماسيين السوريين المعتمدين بواشنطن عندما لم تسمح لبدلائهم بالالتحاق بعملهم».

ورأت دمشق ان الاجراء «يشكل خطوة اضافية في الدعم الاميركي للارهاب ولسفك الدماء في سوريا».

في موسكو، نقلت وكالة انباء «انترفاكس» عن وزارة الخارجية الروسية وصفها الخطوة الاميركية بانها «خطوة احادية»، معتبرة ان الاميركيين «يحرمون انفسهم عملياً من دور الراعي لعملية التسوية السياسية في سوريا، وهم اصبحوا طوعاً او اكراهاً لعبة في يد المعارضة السورية الراديكالية التي تضم في صفوفها ارهابيين يرتبطون بتنظيم القاعدة». وقالت موسكو انها تنظر الى هذه الخطوة بـ«قلق وخيبة امل».

لكن واشنطن رفضت الاتهامات السورية والروسية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي «نحن لا نلتزم فقط بالقانون الدولي ولكن كذلك بميثاق فيينا الخاص بالعلاقات الدبلوماسية».

وشددت بساكي أمس على ان الادارة الاميركية «لا تزال ملتزمة بالحل السلمي وتركز عليه» برغم ان مفاوضات جنيف للسلام متوقفة منذ الشهر الماضي.

وقالت «نحن لا نزال شريكا نشطا وملتزما بهذه العملية» الا انها جددت تأكيد واشنطن ان بشار الاسد فقد شرعيته في قيادة بلاده.

وفي سوريا، ذكرت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» أن لواء «درع أسود السنة» التابع للجيش السوري الحر أعلن أمس، عن اقتحام سجن درعا المركزي وإطلاق سراح السجناء فيه.

وقال قائد ميداني في لواء «درع أسود السنة» في شريط مصور نشر على موقع «يوتيوب» من أمام السجن إن الجيش الحر بكافة ألويته ولواء «درع أسود السنة» تمكنا من تحرير سجن درعا المركزي .

وظهرت في الفيديو راية لواء درع أسود السنة تعتلي المبنى.

ووضع أنصار المعارضة لقطات فيديو على الانترنت تظهر مقاتلين يجوبون أرض السجن ويحيون السجناء الذين حرروهم ويعانقونهم حسبما قالت «رويترز». وردد رجال هتافات مؤيدة للجيش السوري الحر المعارض في بعض اللقطات.

وظهرت في لقطات أخرى أربع جثث لمن قيل إنهم جنود مؤيدون للأسد.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري إن أكثر من 300 شخص كانوا محتجزين في السجن لكن لم يتضح عدد من أطلق سراحهم الأربعاء برغم أن لقطات الفيديو أظهرت العشرات.

وقال عبد الرحمن إن من بين من كانوا محتجزين في السجن أشخاصا كانوا قد اعتقلوا أثناء احتجاجات.

وفي قدسيا من ضواحي العاصمة دمشق قتل ثمانية رجال في غارات لطائرات حربية تابعة للنظام السوري واطلاق نار الاربعاء، في خرق لهدنة تم الاتفاق عليها منذ تشرين الاول.

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني «استشهد ثمانية رجال من بلدة قدسيا بينهم سبعة جراء غارة للطائرات الحربية استهدفتهم على أطراف البلدة، بينما استشهد رجل آخر جراء إصابته برصاص قناص من القوات النظامية». واشار الى وجود ناشطين معارضين بين القتلى.

وتوصلت مجموعات المعارضة المسلحة في قدسيا الى هدنة مع قوات النظام في تشرين الاول اقام على اثرها الطرفان حواجز مشتركة في المنطقة. وقدسيا واحدة من مناطق عدة في ريف دمشق تم التوصل فيها الى ما سمي «مصالحات» بوساطات من شخصيات عامة واعيان، تم بموجبها رفع العلم السوري الرسمي فوق مؤسسات عامة في المناطق المعنية وتوقف القتال مقابل ادخال مؤن وطعام وتمكين الحالات الصعبة من جرحى ومرضى من الخروج.

ويعتبر هذا الخرق من اخطر الخروق في المناطق التي تم التوصل فيها الى مثل هذه الاتفاقات.

وقال الناشط محمد علي من قدسيا لوكالة «فرانس برس» عبر «سكايب» مستغرباً «لا نعرف ما الذي جرى وما سيحصل بعد هذا. هناك غموض تام». وعبر عن قلقه من احتمال حصول مزيد من التصعيد، مشيراً الى ان الهدنة كانت دفعت الاف السوريين الهاربين من مناطق عدة الى اللجوء لقدسيا.

وبث ناشطون شريط فيديو على الانترنت يظهر «لحظة قصف الطيران الحربي» لقدسيا، وتبدو فيه سحب الدخان الابيض والرمادي وهي تتصاعد من بين المنازل ، بينما يسمع هدير الطيران واصوات الانفجارات.

ونفى مصدر عسكري سوري ردا على سؤال لـ«فرانس برس» حصول غارات في المنطقة.

والى شمال قدسيا، سيطرت قوات النظام السوري الاربعاء على بلدة راس العين المجاورة ليبرود بعد ايام من استكمال السيطرة على يبرود التي كانت تعتبر اكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون الاستراتيجية الواقعة على الحدود اللبنانية، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري والمرصد السوري.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان وحدات من الجيش «احكمت السيطرة» على بلدة رأس العين جنوب غربي مدينة يبرود في ريف دمشق.

وشنت قوات النظام هجوما على بلدة الحصن التي توجد فيها قلعة الحصن الاثرية والواقعة في محافظة حمص وسط سوريا.

وذكر مصدر امني لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش دخل قرية الحصن وسيطر على حيين فيها»، مشيرا الى ان هذه القوات «قامت بقصف محيط قلعة الحصن من اجل السيطرة على هذه القلعة». وقرية الحصن هي المعقل الوحيد المتبقي لمجموعات المعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي.

في الشمال، نفذت الطائرات الحربية السورية غارات على احياء عدة في مدينة حلب ومناطق في ريفها.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، افاد المرصد عن سيطرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي على قرى تل غزال مجو وفريسة الشرابيين وفريسة صوفيان وفريسة دشو وتل المها والبوغا في ريف مدينة رأس العين (سريه كانيه) الحدودية، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام.

واشار الى مقتل عشرين عنصراً من جماعة «الدولة الاسلامية في العراق والشام».

المستقبل 20\3\2014

إرسال تعليق

 
Top