0
كتبت ماري حدشيتي - عام 1992 كانت السعودية من تسمي رؤوساء حكومات لبنان، اما بعد 7 ايار واتفاق الدوحة الذي شكل هدنة موقوتة لايران عبر وسيطها «حزب الله» في واجهة عونية ازاح السعودية ولم تعد تستطع تشكيل حكومات من دون اذن ايران وحزب الله والدليل «الوان واي تيكيت» الشهير الذي قطع من الرابية، واثبتت السنين الثلاث مدى فعاليته.

وتقول اوساط في 14 آذار انه في العام 2011 حاولت ايران عبر «حزب الله» طريقة السطوة الكاملة على السلطة من خلال الاتيان بحكومة يرأسها نجيب ميقاتي وحاولت كسر الاعراف من خلال اعطاء حصة اكبر للطائفة السنية ضمن مجلس الوزراء على حساب الطائفة الشيعية. لكن هذه الطريقة اثبتت عدم فعاليتها بدليل الفشل الذريع الذي اصاب تلك الحكومة التي تصنف باكثر من اجماع اللبنانيين مدى فشلها السياسي والاقتصادي والامني. ففي السياسة، تعطل البلد وفي الامن كثرت الحركات التكفيرية والسلفية وخاصة بعد انغماس «حزب الله» في الحرب السورية من خلال تحدي الطائفة السنية في سوريا عبر دعم النظام العلوي، ولفتت المصادر الى انه من الناحية الاقتصادية شهد لبنان ادنى نسبة على الاطلاق، وهذا ما تيقنت له ايران ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي وفي ظل توازن الرعب ما بين 8 و 14 اذار داخل البرلمان، اكتشفت ايران انها ليست بوارد الاتيان برئيس للجمهورية ترتاح له هي والنظام السوري او الخط الممانع الا عبر عقد صفقة ما في ظل انفتاح ايراني ابداه الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني مع اميركا التي كانت منذ وقت ليس ببعيد يطلق عليها الشيطان الاكبر، وفي ظل تخليها عن تخصيب الاورانيوم مقابل رفع العقوبات، تسعى اليوم وعلى قاب قوسين من الرئاسة الى مد الجسور مع الفريق الاقوى ضمن قوى الرابع عشر من اذار وهو الفريق الذي يمثله رئيس اكبر كتلة نيابية الرئيس سعد الحريري، وكذلك في ظل مد اليد لاكتساب اكبر عدد من المسيحيين عبر التواصل المستجد مع حزب الكتائب الذي زار رئيسه السفارة الايرانية اكثر من مرة واصبح هناك «خبز وملح بين الجميَل وغضنفر ركن ابادي».

واليوم تقول الاوساط في 14 اذار ان اعادة انتخاب الرئيس ميشال سليمان ليس امرا عابرا وهو ما زال حتى الساعة خيارا قويا للدول الكبرى الساعية الى عدم ترك لبنان ساحة مستباحة بالكامل بالرغم من المواقف العالية السقف الذي فاجأ بها رئيس الجمهورية فريق 8 اذار.

واشارت المصادر في 14 آذار انه في ظل عدم تمكن ايران وسوريا من الاتيان برئيس من فريق 8 اذار صرف، زار العماد ميشال عون بعلم ايراني وموافقة ضمنية من حزب الله الرئيس سعد الحريري عارضا عليه الشراكة على قاعدة «انت رئيس حكومة، وانا رئيس جمهورية». وهذا كما تقول الاوساط ما يفسر تراجع نواب التيار الوطني الحر والقيادات العونية ووسائل اعلامها المرئية والالكترونية والمسموعة، عن مهاجمة سعد الحريري واتهامه بالفساد المالي وعدم الحديث عن كتاب الابراء المستحيل الذي لم يتجاوز عامه الاول، «ما عدا ما بدا» تقول الاوساط ان الضروريات العونية - الايرانية تبيح المحظورات والاستعانة بسعد الحريري ونوابه للوصول الى قصر بعبدا باتت امرا ضروريا لمحاربة بقاء سليمان.

من هنا ترى المصادر نفسها ان المعركة الرئاسية المقبلة وبعيدا عن التسريبات عن مرشح وسطي من هنا وموظف يسمى من هناك يجزم ان هذه المعركة ستكون في الايام الاتية بين جنرالين، لا بل ابعد من ذلك وحسب زعم المصادر في 14 آذار ستنحصر بين ميشالين، على قاعدة اعادة ما لزعامة السنة للسنة والتخلي عن الغطرسة الايرانية على القرار السني من خلال التهدئة الداخلية وتسليم وزارات اساسية للطائفة المذكورة كالداخلية والعدل وتحديدا لسنة «تيار المستقبل» اضافة الى رئاسة الحكومة التي سيستفحلها تقاسم الموارد النفطية، والعمل على اعادة انتاج الاقتصاد الذي يبرع به الحريريون بحدهم الادنى حيث فشل «حزب الله» و «حركة امل» و «التيار الوطني الحر» الاستفادة من زعيم واجهته سنيَة وقرارة مسلوب «والمقصود الرئيس نجيب ميقاتي» وليس لديه اي قاعدة شعبية ضمن بيئته بالرغم من امواله التي تقارع اموال آل الحريري مجتمعين.

وتعتقد المصادر انه وخلافا لكل ما يحكى فان بقاء الرئيس سليمان هو الاقرب الى قلب الحريري وبالتالي هو الاقرب الى البقاء في قصر بعبدا رئيسا بالرغم من مفارقة اصوات تعتبرها الاوساط بانها ليست بذات اهمية عند الجد.

اما مصادر في 8 آذار اشارت الى انه في ظل هذه الظروف الشائكة باتت الخيارات شبه معدومة لمرشح من قبل 14 آذار مثل الدكتور سمير جعجع او الرئيس امين الجميل، وسألت المصادر في 8 آذار، كيف سيستطيع الرئيس سعد الحريري التنصل من حلفه المتين مع القوات اللبنانية ووعوده التغريدية بان مرشحه للرئاسة محصور برئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع؟ وهل التسوية العونية - الحريرية انتهت والمرحلة الاتية ستكشف خفاياها؟ ام هي مناورة تشاطرية من الحريري لتمرير المرحلة والدخول الى حكومة ربط النزاع والتي ستخلص باعادة انتخاب الرئيس سليمان لولايتين متتاليتين على الطريقة الفرنسية، كما سبق للحريري ان المح في احدى مقابلاته الاخيرة حتى لو لم يسمى الرئيس سليمان بالمباشر.

الديار 21\3\2014

إرسال تعليق

 
Top