كتب أسعد بشارة - تبدو ذكرى «14 آذار» هذه السنة مختلفة ككلّ السنوات التي غاب عنها الرئيس سعد الحريري، بفعل خطر الاغتيال.
لكنّ الحريري الذي عاد بقوة منذ أشهر من دون أن يعود، يستطيع اليوم أن يدَّعي أنه بدأ يثأر بالسياسة، من إخراجه من الحكم ومن البلد. فالمحكمة الدولية التي دفع من أجلها الثمن الأكبر انطلقت، وحكومة «الانقلاب» التي أخرجته، سقطت، ومحاولة ايجاد بديل عنه في طائفته سقطت أيضاً، ولم يعد يفصل عن عودته الكاملة الى المشهد، إلّا انتظار نتائج الواقع المتحوّل في سوريا، الذي أغرق النظام و»حزب الله» في رمال متحرّكة من الصعب تجاوزها.
المفارقة أنّ الحريري العائد، لم يتردد في ممارسة دور المنتصر السموح، القادر على الإفادة من هوامش انكفاء نسبي للخصوم، وأولهم «حزب الله». القبول بالمشاركة في الحكومة مع هذا الحزب كان أول الغيث، وفتح خطوط التواصل مع النائب ميشال عون ليس النهاية، وربما يتقدّم الحريري أكثر في موضوع الانتخابات الرئاسية، ليقبل بمرشحين من خارج قوى «14 آذار». فهل ذلك ناتج من ثقة مبالغ فيها بمسار الاحداث؟ أم أنه استلهام لمناخ دولي وعربي نصح بضرورة التعامل مع هذه المرحلة بهذه المعايير؟
لا يُخفى أنّ نتائج انفتاح الحريري الموضعي مع الخصوم، لم تسقط برداً وسلاماً على الحلفاء. «القوات اللبنانية» أول هؤلاء المعترضين والمندهشين من سرعة هذا الانفتاح وغموض بعض جوانبه، وقد استلزمت معالجة زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الرابية عناية خاصة، لمَنع انعكاسها على التحالف، وعلى التحضير لمؤتمر البيال.
الكتائب التي شاركت تيار «المستقبل» في الدخول الى الحكومة، لحقت بـ»القوات»، توجساً من هذا الدفء الذي بدأ يظهر في علاقة «المستقبل» بعون، أما الشخصيات المستقلة في «14 آذار»، فكان موقفها مشابهاً.
ما حصل بات يطرح أكثر من سؤال عن علاقة الحلفاء على أبواب إحياء ذكرى «14 آذار»، التي تقرَّر مبدئياً أن تكون في «البيال»، وأن تُلقى فيها أربع كلمات، لأربعة من قادة «14 آذار».
التوجه الى «البيال» لا بدّ منه، فهناك ستقدم «14 آذار» مشهداً، لا مفرّ من تقديمه، مهما كبرت الخلافات. الحاجة لـ»14 آذار» الجامعة أكبر من بعض الألعاب التكتية، التي تمارس في الوقت الرئاسي الضائع، فلا الحريري راغب أو جاهز لتحالف جديد، ولا «القوات» والكتائب ولا أيّ من مسيحيّي «14 آذار»، قادر على الخروج، والجميع يسأل: إلى أين؟
الاستحقاق الرئاسي فرض نفسه، وسط نزاع شديد داخل «14 آذار». وفي وقت يستمرّ الحريري في توجيه رسائل الانفتاح، فإنّ إمكان الاتفاق داخل «14 آذار» على مرشح واحد يبدو احتمالاً معدوماً. لكن هل سيؤثر ذلك في وحدة «14 آذار» المصابة بالاهتزاز الرئاسي؟
على الأرجح لا، لأنّ هذه الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية، لن تطول قبل أن تنتهي بعض المناورات، ومنها خرافة قبول الحريري بعون رئيساً. هذه الخرافة التي ولدت من وهم نظرية أنه يمكن إبعاد عون عن «حزب الله»، والتي يحاول بعض الجهات الديبلوماسية في بيروت رعايتها، على أمل تحقيق هذا الهدف المستحيل، ستصطدم عاجلاً أم آجلاً، بحقيقة أنّ عون لا يمكنه الابتعاد عن الحزب، ولو لمسافة قليلة، بدليل أنّه أخذ قبل رحلة انفتاحه الضوء الأخضر من السيد حسن نصرالله، وهذا الانفتاح بالتالي، محكوم بسقف الحزب، ومَن يراقب أداء وزراء عون في البيان الوزاري يدرك أنّ هامش قدرتهم على التمايز عن الحزب محدود، ولا يتخطى مجرد ابداء بعض المرونة اللفظية.
المفارقة أنّ الحريري العائد، لم يتردد في ممارسة دور المنتصر السموح، القادر على الإفادة من هوامش انكفاء نسبي للخصوم، وأولهم «حزب الله». القبول بالمشاركة في الحكومة مع هذا الحزب كان أول الغيث، وفتح خطوط التواصل مع النائب ميشال عون ليس النهاية، وربما يتقدّم الحريري أكثر في موضوع الانتخابات الرئاسية، ليقبل بمرشحين من خارج قوى «14 آذار». فهل ذلك ناتج من ثقة مبالغ فيها بمسار الاحداث؟ أم أنه استلهام لمناخ دولي وعربي نصح بضرورة التعامل مع هذه المرحلة بهذه المعايير؟
لا يُخفى أنّ نتائج انفتاح الحريري الموضعي مع الخصوم، لم تسقط برداً وسلاماً على الحلفاء. «القوات اللبنانية» أول هؤلاء المعترضين والمندهشين من سرعة هذا الانفتاح وغموض بعض جوانبه، وقد استلزمت معالجة زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الرابية عناية خاصة، لمَنع انعكاسها على التحالف، وعلى التحضير لمؤتمر البيال.
الكتائب التي شاركت تيار «المستقبل» في الدخول الى الحكومة، لحقت بـ»القوات»، توجساً من هذا الدفء الذي بدأ يظهر في علاقة «المستقبل» بعون، أما الشخصيات المستقلة في «14 آذار»، فكان موقفها مشابهاً.
ما حصل بات يطرح أكثر من سؤال عن علاقة الحلفاء على أبواب إحياء ذكرى «14 آذار»، التي تقرَّر مبدئياً أن تكون في «البيال»، وأن تُلقى فيها أربع كلمات، لأربعة من قادة «14 آذار».
التوجه الى «البيال» لا بدّ منه، فهناك ستقدم «14 آذار» مشهداً، لا مفرّ من تقديمه، مهما كبرت الخلافات. الحاجة لـ»14 آذار» الجامعة أكبر من بعض الألعاب التكتية، التي تمارس في الوقت الرئاسي الضائع، فلا الحريري راغب أو جاهز لتحالف جديد، ولا «القوات» والكتائب ولا أيّ من مسيحيّي «14 آذار»، قادر على الخروج، والجميع يسأل: إلى أين؟
الاستحقاق الرئاسي فرض نفسه، وسط نزاع شديد داخل «14 آذار». وفي وقت يستمرّ الحريري في توجيه رسائل الانفتاح، فإنّ إمكان الاتفاق داخل «14 آذار» على مرشح واحد يبدو احتمالاً معدوماً. لكن هل سيؤثر ذلك في وحدة «14 آذار» المصابة بالاهتزاز الرئاسي؟
على الأرجح لا، لأنّ هذه الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية، لن تطول قبل أن تنتهي بعض المناورات، ومنها خرافة قبول الحريري بعون رئيساً. هذه الخرافة التي ولدت من وهم نظرية أنه يمكن إبعاد عون عن «حزب الله»، والتي يحاول بعض الجهات الديبلوماسية في بيروت رعايتها، على أمل تحقيق هذا الهدف المستحيل، ستصطدم عاجلاً أم آجلاً، بحقيقة أنّ عون لا يمكنه الابتعاد عن الحزب، ولو لمسافة قليلة، بدليل أنّه أخذ قبل رحلة انفتاحه الضوء الأخضر من السيد حسن نصرالله، وهذا الانفتاح بالتالي، محكوم بسقف الحزب، ومَن يراقب أداء وزراء عون في البيان الوزاري يدرك أنّ هامش قدرتهم على التمايز عن الحزب محدود، ولا يتخطى مجرد ابداء بعض المرونة اللفظية.
الجمهورية - 8 آذار 2014
إرسال تعليق