0
ما فعلته يُسهِّل على خلفي إدارة البلاد

أولويتي هي تسليم الأمانة للرئيس الخلف

أدعو الجميع إعادة قراءة الفقرة المتعلقة بالمقاومة في خطاب القَسَم

سليمان في حديث خاص لـ"ليبانون تايم": نعم أخاف على لبنان.. ولكن 

كم بدت كلماته ثقيلة وهو يخبرني فرِحاً أن موعد الرحيل اقترب، كم بدا فخوراً بما تحقق، وكم تمنيت في سرّي أن تُجبره الضرورة الوطنية على البقاء. فهو يعلم أن احترام الدستور "ألف باء" الرئاسة، وأنا أعلم أن بقاء هذا الرجل حيث هو، "ألف باء" خلاص لبنان، في هذه المرحلة العسيرة التي تعيشها البلاد.


يُدرِك رئيس الجمهورية جيداً، حراجة الظرف في هذا المحيط المُشتعِل، تماماً كما يفتخر بإنجازه الحكوميّ شبه الجامع، الذي شاهدنا سوياً في جناحه العائلي، جلساته الختامية.. تقاطِع جلستنا غير الرسمية معلومات خطف المواطن اللبناني في شليفا، فيعطي تعليماته بمعالجة الأمر "مرّة ولكلّ المرّات".

يستذكر الرئيس ميشال سليمان في حديثه لـ"ليبانون تايم" لحظة دخوله المجلس النيابي ليُلقي خطاب القَسَم، يتذكر جيداً كيف انتقلت الأيادي المُصفِّقة، تارةً لجملة تُعجِب هذا الفريق وتارةً أخرى لفقرة تتناسب وتطلعات الفريق الآخر. 
 

منذ ذلك الحين، عرف العماد قائد الجيش، الداخل إلى بعبدا على أنغام تسوية الدوحة و"شكراً قطر"، أن مُهمته الرئاسية غير عادية ولن تكون ورودها من دون أشواك، أدرك جيداً ما ينتظر المتنقل من جبهة لأخرى طيلة حياته العسكريّة أن المحطة الأخيرة في الرحلة التصاعدية هي الأصعب، والألغام السياسيّة المطمورة على طريق القصر، أشدّ خطورة من الألغام العسكرية التي أجاد تفكيكها دون أن تردعه وصاية في ربيع العام 2005 ولا أن تعيقه الخطوط الحمر لحظة قرر اجتثاث الارهاب في "نهر البارد". فكتب خطاب القَسَم بفائق العناية.. خطّ سطوره بـ"كلّ ما أوتيَ قلمه من لياقة حبريّة"، كأن بِه يُدرِك المُنتظر ويتحسّب لما لم يكن في الحسبان. 

وعند سؤاله عن "ضلع المقاومة الذي كسره القتال في سوريا"، يُجيب سليمان لـ"ليبانون تايم": "ما قلته لم يكن جديداً، كان الانسجام التام مع خطاب القَسَم، أنا لم أتغير بعكس ما يُشاع أحياناً، وأدعو الجميع قراءة الفقرة المتعلقة بالمقاومة في خطابي الرئاسي الأول".

الجزء المتعلق بالمقاومة في خطاب القَسَم

"إن نشوء المقاومة، كان حاجة في ظل تفكك الدولة، واستمرارها كان في التفاف الشعب حولها، وفي احتضان الدولة كياناً وجيشاً لها، ونجاحها في إخراج المحتل، يعود إلى بسالة رجالها، وعظمة شهدائها، إلا أن بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال، ومواصلة العدو الاسرائيلي لتهديداته وخروقاته للسيادة، يحتم علينا إستراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازماً مع حوار هادئ، للاستفادة من طاقات المقاومة، خدمة لهذه الإستراتيجية. فلا تُستهلك انجازاتها في صراعات داخلية، ونحفظ بالتالي قيمها وموقعها الوطني".

حريّة الرأي وقدسيّة الاختلاف

يعترف الرئيس سليمان أن الاختلاف السياسي لا يُزعجه لأن إيمانه بالتنوع في هذا الوطن الغنيّ بالتعددية يفرض عليه احترام الرأي الآخر أياً كان، شرط عدم الاختباء خلف ستار الحريّة لإطلاق عبارات بعيدة كلّ البعد عن مبدأ حريّة التعبير بقدر ما تصب في خانة الشتيمة، التي تُطاوِل أحياناً، أفراداً من العائلة، لا ناقة لهم في السياسة ولا جَمل، بقدر ما يحلو لبعض الأقلام أن تتناولهم لإزعاج الرئيس. 

وفي عيد الأمهات، يستذكر سليمان والدته التي زُجّ بها مؤخراً في الحرب الاعلامية عليه، ويُدرِك جيداً أن الموضوع "أكبر من صحافي شاب"، هناك حملة مكتوبة، كذلك المرئية المبرمجة الواضحة الأهداف، يعلم سليمان من يقف خلفها وبالتفاصيل، "قد يكون عاتِب لكنه لن يعاتِب". 


الكاردينال صفير

يستشهد الرئيس اللبناني في حديثه بالكاردينال صفير وطريقته الراقية في التعاطي الندّي مع النظام السوري، يبتسم ويتابع: "ما فعلته في ولايتي، يُسهِّل على خلفي إدارة البلاد، ضميري مرتاح وفخور بـ"إعلان بعبدا" الذي سيكتشف الرأي العام قيمته بعد أن صار خارطة طريق وصمام أمان لتحييد لبنان. 

شكراً لكلّ من يساعد لبنان

وعن شكره للمملكة العربية السعودية الذي انتقدته بعض الألسن، يؤكد القائد الأعلى للقوات المسلحة أن ما فعلته السعودية يستحق الشكر، "فهل شكرتها لدعمي أنا، أم لدعمها تسليح جيش لبنان يسأل سليمان؟" نعم أكرر شكري للمملكة التي دعمت الجيش اللبناني من خلالي شخصياً، فأنا مستعد لشكر أي بلد يُقدم لوطني أي دعم من هذا النوع، سواء كانت السعودية أم غيرها، بالأمس قلت "شكراً قطر" على مساعدتها في تحرير مخطوفي أعزاز وبالأمس القريب عدت وشكرتها على دورها المساعد في تحرير راهبات معلولا. 

هل صحيح أن عبارة "خشبية" كتبها مستشار؟

يضحك الرئيس ويجيب: "كتبتها بخط يدي، واضفتها إلى كلمة "جامدة"، وها قد وصلنا إلى ما قلته، وحزب الله نفسه تراجع عن تلك العبارة (الثلاثية) لتسهيل عملية التأليف، وقبِل استبدالها بما ورد في البيان الوزاري، كما سبق واقترحت". 

من هو الرئيس العتيد وماذا عن الفراغ

يُشدد الرئيس سليمان على ضرورة أن يكون للجمهورية رئيسها، "أنا قمت بواجبي من خلال العمل ليلاً نهاراً لإنضاج حكومة "ها هي تنال الثقة ونحن نتكلم" وطاولة الحوار في طريقها إلى الإنعقاد، ويضيف: "من الطبيعي والضروري أن يلتئم المجلس النيابي وينتخب رئيساً للجمهورية.

ومن أين سيأتي هذا الرئيس الذي يستطيع إرضاء طرفي النزاع في آن، ومن هي الشخصية التي تستطيع برأيكم تأمين ثلثي اعضاء المجلس النيابي؟

يجيب سليمان: "لا بد من إيجادها".

وهل تخافون من الفراغ؟

نعم أخاف من شبح الفراغ، لكن علينا جميعاً أن نسهر على تأمين انتخاب الرئيس الجديد تماماً كما سهرنا على تأليف حكومة نالت ثقة المجلس النيابي بشبه الاجماع.


وماذا عن الاحتمال الثالث؟ التمديد

قلتها وأكرر، أنا أرفض مبدأ التمديد وأولويتي هي تسليم الأمانة للرئيس الخلف. 


***

يفتخر سليمان باحترامه دور المرأة في أكثر من حكومة ضمن حصته الوزارية، كما يبدو مزهواً بخلو عهده من توزير الإبن أو الصهر، يعتدّ بحكمته وصلابته التي شكلت توازناً مفقوداً بفعل الصلاحيات المنقوصة، كذلك اعتداله في المواقف، الذي شكل حالة خاصمها هذا الفريق حيناً وذاك الفريق تارةً، بالاضافة إلى سيرته الخالية من أي غبار، بالرغم من محاولات التضليل.. 

يبتسم مرتاح الضمير، فليس بالأمر السهل أن يُنهي الرئيس المسيحي الأوحد في هذه المنطقة، عهده مُحتَرماً من أغلبية شعبه وشعوب العالم وحكامها، في زمن استفحال ثورات الشعوب التي اطاحت بحكام، اعتقدنا لشهور خلت، أنهم سرمديين.

بشارة خيرالله










 

إرسال تعليق

 
Top