كتب فادي عيد - لا يبدو أن حزب الكتائب فرح بحصته الوزارية خاصة أنها تضم غير حزبيين ملتزمين، والدليل على ذلك أن الوزيرين رمزي جريج وآلان حكيم كانا على استعداد لإعلان الانفصال الفوري عن الكتائب لو قرّر الحزب الالتزام بالمبادئ على حساب المصالح الضيقة، بحسب مصادر معارضة للكتائب والتي أدّت في ما أدّت إليه إلى الإطاحة الكاملة بمقوّمات الكتائب، والتي تبدو بارزة على وجوه مناصري الحزب، بالأخص الشباب منهم، والذين وعدهم الحزب بمجموعة أمور تراجع عنها بشكل غريب جعل القاصي والداني يسأل ويأسف عن سبب الترجع عن بعض المبادئ الأساسية.
ـ أصرّ النائب سامي الجميّل على ضرورة المشاركة في الحكومة مرتكزاً على حجّة وحيدة، وهي أن تعود وزارة الخارجية إلى فريق 14 آذار لأهميتها في المرحلة الحالية، إلا أن التسوية حتّمت ذهابها إلى صقور 8 آذار، والموارنة منهم، لتكون في رأس قائمة المخاطر على السيادة اللبنانية.
ـ أصرّ النائب الجميّل، وهو الذي يسعى فعلياً إلى إدارة الحزب، على أن يدرج إعلان بعبدا في سياق البيان الوزاري، مشيراً إلى أن القوات اللبنانية لا يحق لها أن تزايد في هذا الأمر لأن رئيسها لم يشارك في طاولة الحوار التي أقرّ عليها إعلان بعبدا، فكان أن صدقت حاسة الدكتور سمير جعجع أن لا طائل في الحوار مع «حزب الله»، وكان أن سُحب إعلان بعبدا من التداول ومن مضمون البيان ونصه.
ـ أصرّ النائب الجميّل على ضرورة أخذ لبنان إلى الحياد، فإذا به يترك جانباً كل هذه الطروحات لتسهيل دخول الحزب إلى الحكومة.
ـ وأصرّ الجميّل على طرح السؤال الكبير «ماذا سأقول لبيار وأنطوان غانم إذا تنازلنا»، ليأتيه الجواب من مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل آراء الآذاريين والكتائبيين ورفضهم وغضبهم.
وأشارت المصادر في هذا السياق، الى أن أكثر من اتصال حصل ليل «اعتكاف» الكتائب «المؤقت» بين النائب الجميّل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، بواسطة أصدقاء مشتركين بلغ حدود التهديد والوعيد والطلب من الجميّل الإبن أن يكفّ عن الابتزاز، لأن ما حصل عليه هو أكثر مما يستحق بكثير، وإذا أراد أن ينسحب فليفعل. وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت معلومات من داخل الكتائب، أن النائب نديم الجميّل سوف يستمرّ في موقفه، وعلى هذه الخلفية فإنه حجب الثقة عن الحكومة، بعدما فقد بيانها الوزاري كل مقوّمات ومبادئ 14 آذار بلا منازع، وقالت المعلومات ان نجل الرئيس الشهيد بشير الجميّل قال لمحدّثيه ما معناه أن ما فعله ابن عمّه سامي غير مقبول، و«قد ورّطنا بما لا نستطيع أن نحمله لأنه تصرّف كمن يقيم الكتائب ويدفنها في أقلّ من شهر، وأنه لا يستطيع الاستمرار في محاولة تقليد والدي في الشكل من دون المضمون».
وأكدت المصادر نفسها أن تململاً داخل صفوف الحزب يشير الى أن أمراً ما يجري التحضير له، وينتظر الفرصة المناسبة لقلب الطاولة، لأن كثيراً من الكتائبيين مستاؤون أصلاً من إدارة النائب سامي الجميّل وفريقه في الحزب ومن الطريقة التي يديرونه فيها، الأمر الذي يبعد الجميع عنه. وإذا كان مشهد احتفال «البيال» الأخير قد أظهر وهن الحضور الكتائبي، فإن أسلوب التعاطي مع البيان الوزاري قد دفن أي حلم بالرئاسة أو بالوزارة من جديد، لينهي الجميّل الابن مسيرة حزبية طويلة بخطإ في الثقة وفي الموقف وفي الالتزام غير المبدئي.
الديار 22\3\2014
إرسال تعليق