متصالح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع خياراته. ضفة نهره في الجبل، تحديداً في معراب. يجلس ينتظر، ليس جثة خصمه على طريقة النائب وليد جنبلاط، بل الجميع من حلفاء وخصوم. يُشاهدهم من بعيد، وكل يوم يزداد قناعة بما يفعل وبما يُقرر. الأيّام الآتية كفيلة برسم ابتسامة "فوز" رهاناته. أمّا بعد، فهو مُنكب على تحضير مشروعه للترشّح إلى الإنتخابات الرئاسية. حسم أمره.
في معراب، لا شيء يتغيّر في السياسة طالما أن الجدية غائبة. ينأى جعجع بنفسه عن مسرحيات تسووية، لن تصل إلى نتيجة. يعود إلى التجارب السابقة، ليبني للحاضر ولما هو لاحق. الحوار معه لا يُشبه أي حوار مع أي سياسي آخر، مجادلته صعبة، ينطلق من الثوابت التي وضعها لنفسه، وهو ما لا يُشاركه فيه أحد من كل الطبقة السياسية. قد يكون على حق وقد لا يكون.. غيره يقرأ من خارج كتاب "المبادئ"، هكذا علمتهم التجربة اللبنانية، فيما هو على حاله، كتابه لا يتغيّر مهما تغيّرت الظروف.
الآن، لا صوت يعلو فوق صوت معركة الرئاسة. يقول جعجع: "آن الأوان لقوى 14 آذار ألّا تقف موقف المتفرّج. هي معركة للجمهورية، وليست معركة قائد درك او مدير عام او مقعد نيابي أو ما شابه". ينطلق من حديثه مما يجب على قوى الاستقلال فعله، إذ "كما نسعى إلى أن نأتي برئيس حكومة قوي وغير وسطي، علينا أن نسعى إلى رئيس جمهورية قوي ومن فريقنا السياسي". هو مرشح 14 آذار "التي ستتفق على مرشح واحد"، كيف؟ يُجيب: المرشح الأكثر تمثيلاً ضمن هذه القوى. علينا الإنقضاض على رئاسة الجمهورية، الآن.
بالنسبة إليه، لا يرى في المساعدة السعودية للجيش اللبناني، سبيلاً لتمديد ولاية الرئيس ميشال سليمان. يضعها ضمن إطار "حرص المملكة على تفعيل المؤسسات والخلاص من الأجسام المسلّحة ومن ضمنها حزب الله". يقول عن إمكانية وصول قائد الجيش جان قهوجي: لا أعلم إذا كان هو يريد الترشح، ولا أعرف إذا كان شخصية مرفوضة من الغرب كما يُروّج، لكن هناك نوعاً من ضجر من فكرة الإتيان بقائد جيش ليصير في ما بعد رئيساً للجمهورية. يضيف: "لا يُمكن تأمين نصاب التمديد، 8 آذار كلّها تعارض هذا الأمر، وإن وافقت فهي من ضمن تسوية سعودية إيرانية تبدو إلى الآن مستحيلة".
المنافسة على الرئاسة في أوجّها. الزعماء الموارنة الأربعة يريدونها، كلّ له أسبابه وحساباته، وبكركي والفاتيكان يضعان كل اهتمامهما كي تحصل الانتخابات. يقول جعجع: عون عازم على خوض غمار الاستحقاق. يبتسم، يُضيف: "8 آذار تُحضّر جيوشها من قلعة الحصن إلى يبرود من أجل خوض معركة عون". يُسأل عن جدية هذا الدعم؟ يُكرّر الإبتسامة، ويجيب: "8 آذار غير جدية بترشيح ميشال عون، مرشحها الأكيد هو النائب سليمان فرنجية". لهذا هو صامت؟ نعم.
لا يخاف جعجع من انفتاح حليفه "تيار المستقبل على عون، أرادوا تقطيع الوقت وفعلوا". أما جدية السعودية في ترشيح عون كما يقال، فهو "آخر ما يُمكن أن تفعله المملكة، هي لا يُمكنها الموافقة عليه. مُجرّد سؤاله عن تحالفه الممتد مع إيران، يكفيها لتحديد خيارها"، على أي حال، هل يُمكن إجراء انتخابات رئاسية في ظل هذه الظروف وفي ظل استمرار الأزمة السورية؟ يقول جعجع: معركة الرئاسة منفصلة عن سوريا.
يمرّ على كل الكلام الذي قيل عن انفتاحه على حزب الله فلا يرى "جديداً في دعوته إلى حوار جدي ، فهذا خطابنا". يقول: "ليتخذ حزب الله قراراً بالانسحاب من سوريا وبالدخول إلى الدولة وتسليمها سلاحه. حينها، مئة أهلاً وسهلاً به. قبل ذلك، لا يُمكن أن أطوي نقاش انسحابه من سوريا بهذه البساطة. كمسؤول سياسي، لا يمكن أن أفعل".
من بين كل الأفرقاء السياسيين، وحدها القوّات مترددة في تلبية دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوّار. لا جواب نهائياً إلى الآن، "هناك نقاشات كبيرة وجدية إذا كنا سنشارك أم لا"، يعود إلى التجارب الماضية، يقول جعجع: لم يُطبق أي شيء من الاتفاقات الماضية في الحوار. مؤخراً إعلان بعبدا نُقض بعد يومين من توقيعه. بالنسبة إليه، "حين تتحوّل الأمور المصيرية إلى مزحة، بالتأكيد لن نكون شركاء فيها".
لكن، الآن القوّات خارج الحكومة وقد لا تُشارك في الحوار. الخلاف السنّي ـ الشيعي في أوجه، لماذا على "المستقبل" أن يجلس جانباً ولا يُشارك في حكومة قد تخفف الإحتقان؟ يجيب: نتمنّى أن تنجح هذه الشراكة في تخفيف هذا الإحتقان، لكن التجارب السابقة لا توحي بذلك، مرّة انسحبوا من الحكومة وأتونا بالسلاح وبـ7 أيار. ومرّة أخرى أقالوا الرئيس الحريري. لدى حزب الله مشروعه السياسي ـ الإستراتيجي، لم يحد عنه مرّة واحدة. لماذا سيفعل الآن؟. لكن ما الحل؟ "حكومة حيادية كانت هي الحل، لا حكومة كل مواطن مقاوم".
إلى سوريا، جعجع "لا يرى حلاً قريباً. الحرب السورية طويلة، وهي حرب استنزاف مع الأسف. كل الانتصارات التي حصلت مؤخراً للنظام وحزب الله هي انتصارات بسيطة لا تُغير شيئاً في الواقع وفي المستقبل. الأكيد أن التقسيم أمر مستبعد". يقول: بعد مضي أوّل سنة ودخول حزب الله على خطها، صار الصراع بين إيران وخصومها. الأفق مسدود، إلى الآن.
طائرة الإستطلاع توقفت عن التحليق في سماء معراب بعد تدخل قهوجي "وتهديده بإسقاطها إذا استمرّت برصد المكان". التحقيق في محاولة اغتياله لم يصل إلى نتيجة، "أي تحقيق في البلد وفي الجرائم غير المحكمة الدولية لم يصل إلى نتيجة". هو بطبعه لا يخاف. يقول إن "الحريري كما يعرفه، أيضاً لا يخاف. وليد جنبلاط من السياسيين الذين لا يخافون. هناك كُثر يخافون على أنفسهم". يُلملم جعجع أوراقه، وينصرف للتحضير إلى معركة جديدة. إستكمال ملف ترشحه للرئاسة؟ مثلاً.
في معراب، لا شيء يتغيّر في السياسة طالما أن الجدية غائبة. ينأى جعجع بنفسه عن مسرحيات تسووية، لن تصل إلى نتيجة. يعود إلى التجارب السابقة، ليبني للحاضر ولما هو لاحق. الحوار معه لا يُشبه أي حوار مع أي سياسي آخر، مجادلته صعبة، ينطلق من الثوابت التي وضعها لنفسه، وهو ما لا يُشاركه فيه أحد من كل الطبقة السياسية. قد يكون على حق وقد لا يكون.. غيره يقرأ من خارج كتاب "المبادئ"، هكذا علمتهم التجربة اللبنانية، فيما هو على حاله، كتابه لا يتغيّر مهما تغيّرت الظروف.
الآن، لا صوت يعلو فوق صوت معركة الرئاسة. يقول جعجع: "آن الأوان لقوى 14 آذار ألّا تقف موقف المتفرّج. هي معركة للجمهورية، وليست معركة قائد درك او مدير عام او مقعد نيابي أو ما شابه". ينطلق من حديثه مما يجب على قوى الاستقلال فعله، إذ "كما نسعى إلى أن نأتي برئيس حكومة قوي وغير وسطي، علينا أن نسعى إلى رئيس جمهورية قوي ومن فريقنا السياسي". هو مرشح 14 آذار "التي ستتفق على مرشح واحد"، كيف؟ يُجيب: المرشح الأكثر تمثيلاً ضمن هذه القوى. علينا الإنقضاض على رئاسة الجمهورية، الآن.
بالنسبة إليه، لا يرى في المساعدة السعودية للجيش اللبناني، سبيلاً لتمديد ولاية الرئيس ميشال سليمان. يضعها ضمن إطار "حرص المملكة على تفعيل المؤسسات والخلاص من الأجسام المسلّحة ومن ضمنها حزب الله". يقول عن إمكانية وصول قائد الجيش جان قهوجي: لا أعلم إذا كان هو يريد الترشح، ولا أعرف إذا كان شخصية مرفوضة من الغرب كما يُروّج، لكن هناك نوعاً من ضجر من فكرة الإتيان بقائد جيش ليصير في ما بعد رئيساً للجمهورية. يضيف: "لا يُمكن تأمين نصاب التمديد، 8 آذار كلّها تعارض هذا الأمر، وإن وافقت فهي من ضمن تسوية سعودية إيرانية تبدو إلى الآن مستحيلة".
المنافسة على الرئاسة في أوجّها. الزعماء الموارنة الأربعة يريدونها، كلّ له أسبابه وحساباته، وبكركي والفاتيكان يضعان كل اهتمامهما كي تحصل الانتخابات. يقول جعجع: عون عازم على خوض غمار الاستحقاق. يبتسم، يُضيف: "8 آذار تُحضّر جيوشها من قلعة الحصن إلى يبرود من أجل خوض معركة عون". يُسأل عن جدية هذا الدعم؟ يُكرّر الإبتسامة، ويجيب: "8 آذار غير جدية بترشيح ميشال عون، مرشحها الأكيد هو النائب سليمان فرنجية". لهذا هو صامت؟ نعم.
لا يخاف جعجع من انفتاح حليفه "تيار المستقبل على عون، أرادوا تقطيع الوقت وفعلوا". أما جدية السعودية في ترشيح عون كما يقال، فهو "آخر ما يُمكن أن تفعله المملكة، هي لا يُمكنها الموافقة عليه. مُجرّد سؤاله عن تحالفه الممتد مع إيران، يكفيها لتحديد خيارها"، على أي حال، هل يُمكن إجراء انتخابات رئاسية في ظل هذه الظروف وفي ظل استمرار الأزمة السورية؟ يقول جعجع: معركة الرئاسة منفصلة عن سوريا.
يمرّ على كل الكلام الذي قيل عن انفتاحه على حزب الله فلا يرى "جديداً في دعوته إلى حوار جدي ، فهذا خطابنا". يقول: "ليتخذ حزب الله قراراً بالانسحاب من سوريا وبالدخول إلى الدولة وتسليمها سلاحه. حينها، مئة أهلاً وسهلاً به. قبل ذلك، لا يُمكن أن أطوي نقاش انسحابه من سوريا بهذه البساطة. كمسؤول سياسي، لا يمكن أن أفعل".
من بين كل الأفرقاء السياسيين، وحدها القوّات مترددة في تلبية دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوّار. لا جواب نهائياً إلى الآن، "هناك نقاشات كبيرة وجدية إذا كنا سنشارك أم لا"، يعود إلى التجارب الماضية، يقول جعجع: لم يُطبق أي شيء من الاتفاقات الماضية في الحوار. مؤخراً إعلان بعبدا نُقض بعد يومين من توقيعه. بالنسبة إليه، "حين تتحوّل الأمور المصيرية إلى مزحة، بالتأكيد لن نكون شركاء فيها".
لكن، الآن القوّات خارج الحكومة وقد لا تُشارك في الحوار. الخلاف السنّي ـ الشيعي في أوجه، لماذا على "المستقبل" أن يجلس جانباً ولا يُشارك في حكومة قد تخفف الإحتقان؟ يجيب: نتمنّى أن تنجح هذه الشراكة في تخفيف هذا الإحتقان، لكن التجارب السابقة لا توحي بذلك، مرّة انسحبوا من الحكومة وأتونا بالسلاح وبـ7 أيار. ومرّة أخرى أقالوا الرئيس الحريري. لدى حزب الله مشروعه السياسي ـ الإستراتيجي، لم يحد عنه مرّة واحدة. لماذا سيفعل الآن؟. لكن ما الحل؟ "حكومة حيادية كانت هي الحل، لا حكومة كل مواطن مقاوم".
إلى سوريا، جعجع "لا يرى حلاً قريباً. الحرب السورية طويلة، وهي حرب استنزاف مع الأسف. كل الانتصارات التي حصلت مؤخراً للنظام وحزب الله هي انتصارات بسيطة لا تُغير شيئاً في الواقع وفي المستقبل. الأكيد أن التقسيم أمر مستبعد". يقول: بعد مضي أوّل سنة ودخول حزب الله على خطها، صار الصراع بين إيران وخصومها. الأفق مسدود، إلى الآن.
طائرة الإستطلاع توقفت عن التحليق في سماء معراب بعد تدخل قهوجي "وتهديده بإسقاطها إذا استمرّت برصد المكان". التحقيق في محاولة اغتياله لم يصل إلى نتيجة، "أي تحقيق في البلد وفي الجرائم غير المحكمة الدولية لم يصل إلى نتيجة". هو بطبعه لا يخاف. يقول إن "الحريري كما يعرفه، أيضاً لا يخاف. وليد جنبلاط من السياسيين الذين لا يخافون. هناك كُثر يخافون على أنفسهم". يُلملم جعجع أوراقه، وينصرف للتحضير إلى معركة جديدة. إستكمال ملف ترشحه للرئاسة؟ مثلاً.
أيمن شروف - المدن 22\3\2014
إرسال تعليق