عادت الحياة إلى عاصمة الشمال، والهدوء إلى الأحياء الشمالية للمدينة، بعد اشتباكات دارت منتصف الليل على خلفية توقيف أحد قادة المحاور في باب التبّانة «سعد المصري» وتجريده من سلاحه الفردي قبل إطلاقه.
شهدت أحياء المدينة هدوءاً حذِراً أمس، فيما استمرّ رصاص القنص المتقطع على محاور القتال، ما دفع بوحدات الجيش الى الردّ عليه.
شهدت أحياء المدينة هدوءاً حذِراً أمس، فيما استمرّ رصاص القنص المتقطع على محاور القتال، ما دفع بوحدات الجيش الى الردّ عليه.
وكان ليل المدينة قد حفل بإطلاق الرصاص وإلقاء القنابل، على خلفية توقيف المصري، الذي روى بأنّه كان مارّاً على أحد حواجز الجيش في الزاهرية «مطمئنّاً إلى أنّه غير ملاحق»، ففوجئ بأنّ أحد العناصر طلب منه الترجّل من السيارة، «فلبّيت الطلب، وإذ به يطلب سلاحي الفردي، فأعطيته إيّاه مرفقاً برخصة السلاح، ثمّ قبضوا عليّ وساقوني إلى فرع المخابرات، وما زلت لا أعلم ما هي التهمة، ثمّ أخلوا سبيلي بعد التأكّد من أنّني لست مطلوباً ولا يوجد في حقّي أيّ مذكّره توقيف».
وذكر بأنّه «عندما استجوب رفعت عيد (الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي) في المحكمة العسكرية، فوجئنا بأنّه احتسى فنجان القهوة وعاد أدراجه، على رغم أنّه شريك بشكل مباشر أو غير مباشر في تفجيرَي «التقوى والسلام،» ويُهدّد الآمِنين في طرابلس، وقد قصف المدينة أكثر من مرّة بقذائف الهاون».
إلى ذلك، سُجّل إطلاق نار غزير وإلقاء قنابل صوتية في مجرى نهر أبو علي، خلال تشييع المقاتل يوسف مراد في منطقة التبّانة، فيما ارتفع عدد قتلى الجولة العشرين إلى 29 قتيلاً، بعدما فارقَ عبد الله المناوي الحياة متأثّراً بجروح أصيب بها منذ أيام.
في سياق متصل، عثرت قوّة من الجيش عند جزع شجرة في حَرم كلّية العلوم في الجامعة اللبنانية في القبّة، على عدد من أصابع الديناميت تزِن 400 غرام مُعدّة للتفجير وموصولة بفتيل بطيء الاشتعال، فنزَعت فِرق الهندسة الفتيل ونقلت الديناميت. ونفّذت وحدات الجيش دوريّات راجلة ومؤلّلة، وأقامت الحواجز الثابتة والمتنقّلة في أحياء المدينة وعزّزت مراكزها.
توازياً، فتحت المدارس والجامعات أبوابها بعد 12 يوماً من الإقفال، واستقبلت الأسواق الداخلية زحمة السير وحركة المتسوّقين، أمّا شارع سوريا الفاصل بين التبانة وجبل محسن فظلّ مقفلاً، وسط حركة حذِرة للأهالي الذين نزلوا إلى أسواق المدينة لتأمين حاجياتهم، في وقت بقيت السواتر بين المناطق المتواجهة. وقرب سرايا طرابلس اضطرّت القوى الأمنية الى إطلاق رصاص في الهواء لإعادة القبض على السجين محمد هلال الذي كان قد فرّ أثناء اقتياده إلى قصر العدل.
وفي سياق أمنيّ آخر، نفى رئيس بلدية الكواشرة مصطفى خضر، المعلومات الأمنية المتداولة عن لائحة أسماء قتلى لبنانيين من بلدة الكواشرة، مؤكّداً أنّ «الأسماء الواردة والعائدة لشبّان من البلدة ليست صحيحة»، وقال: «ليس لدينا أيّ شباب يقاتلون في سوريا، وجميع أبنائنا منخرطون تحت لواء الدولة اللبنانية ضمن القوى الأمنية»، نافياً وجود «أيّ جرحى أو مصابين من بلدتنا في معارك الزارة والحصن، ولوائح الشطب في البلدة لا تضمّ أيّاً من العائلات التي وردت في هذه اللائحة».
وعُثر على جثّة جاد ضاهر هزيمة على جزيرة البلان في الميناء، بعدما كان فُقد أثناء ممارسة رياضة الغطس مع أحد أصدقائه الطلّاب في سلعاتا قرب معمل الكبريت، وقد أوقِف رفيقه رهن التحقيق.
أنطوان عامرية - الجمهورية 25\3\2014
إرسال تعليق