0
كتب بشارة خيرالله - كلما رفع "حزب الله" أنفه متغطرساً على البشر، كلما ازداد عزم الانتحاريين على ضربه في الصميم، يقاتل هناك.. ندفع الثمن هنا ارهاباً وموتاً وحزناً وخوفاً وهجرة.. نعم هجرة.

إذا أراد "حزب الله" الانتحار هناك تلبية لرغبات إيران الهادفة إلى عقد التسويات الكبرى، ما ذنبنا لندفع هذا الباهظ من الثمن، ما دخلنا في "نصر يبرود"، فهل في ساحل المتن مثلاً، "نصرة" ليحتفل "حزب الله" بعيارات نارية ومواكب جوّالة، مزهواً بهذه الجرعة من "المَصل" التي تُشبه نصر تموز بويلاته والتداعيات؟ 

ما ذنب أبرياء "النبي عثمان" ليضرسون، ما ذنب أهلنا في البقاع الشمالي، وهل هكذا ننتصر للبنان الجريح؟ هل هكذا يا "حزب الله" يخرج لبنان من أزمته التي أقحمته رغماً عن أنفه بنارها، بمسلميه ومسيحييه، معارضة، موالاة، 8، 14، مستقلين، حزبيين، ملحدين.. كلنا رهائن مشروع "إيران" التدميري الذي استجر الإرهاب بالإرهاب. 

هل يعلم "حزب الله" أنّ أكثريتنا تموت جوعاً، هل يعلم أن اقتصادنا صار معدوماً لأنه أراد الرقص على "نشيد يبرود"، هل يعلم "حزب الله" وحلفاء "حزب الله" أن سمعتنا كلبنانيين صارت "تحت الأرض" بسبب ممارساته الكيديّة وغطرسته وجبروته وتهديده ورعيده؟ 

هل يعلم أن السياحة ماتت، هل يعلم أن الناس كفرت بلبنان وساسة لبنان وكلّ ما يمت لهذه السلطة بصلة، لأنها عاجزة عن كبح طيش هذا الفريق الذي يشتري "تعكير الأمن" ويرقص طرباً على ضريح المؤسسات الرسمية لإبراز دور الدويلة على حساب ما كان إسمه دولة؟ 

لماذا السكوت عن هذه الممارسات يا حلفاء "حزب الله"، لماذا هذا الصمت المتآمر على لبنان وشعب لبنان وكيان لبنان، لماذا هذا الرضوخ والقبول بكلّ ما يرتكبه "حزب الله" بحق لبنان وشعب لبنان الذي "كان عظيماً". 

ألهذه الدرجة وصل الرضوخ والخنوع يا أصحاب الرؤوس المطمورة في رمال الصمت؟ 

أين أصواتكم الرافضة تدمير لبنان بحجة الدفاع عن نظام القهر والقتل والخطف، نظام بشار الأسد الذي سرق أحلام طفولتنا محتلاً؟ 

هذا النظام الذي دمّرنا طيلة فترة احتلاله وها هو يقتلنا من حيث هو بعد أن طردناه بوحدتنا عام 2005. 

من حضيضه يقتلنا، لا يريد الرحيل قبل الإجهاز على ما تبقى من حطام لبنان. نظام الأسد يكره لبنان لدرجة يصعب فيها التصديق كم تؤرقه السيادة وكم يُغيظه "لبنان الرسمي" المُمسِك بالدستور. 

كم يقضّ مضجعه موقف الرئيس ميشال سليمان غير الراضخ لرغباته غير المقبولة في بلدٍ يحترم نفسه بالحدّ الأدنى، كم تهزّ عرشه كلّ مجموعة تستطيع قول الـ"لأ" في زمن موضة الـ"نعم". 

هل سأل أحدهم ماذا عن ترسيم الحدود المذكور في وثيقة "التفاهم"، ولماذا لم يلتزم "حزب الله" بأي بندٍ من بنودها مكتفياً بالغطاء المسيحي ليغزو حياتنا وينهش لحم أطفالنا باستجلابه ويلات سوريا الى العمق اللبناني، ولماذا لم يقف خلف الجيش اللبناني منذ بدأت الأحداث في سوريا، ليقفل الحدود ويمنع هذا وذاك من الدخول ولا حتى الخروج لتحييد لبنان عن أتون هذا الفرن السوري. 

ما حصل بالأمس في النبي عثمان هو جزء من الضريبة الغالية التي تدفعها البيئة الحاضنة لهذا الحزب بسبب من خَطَف ارادتها وانتقل مستديراً بفوهة بندقيته من القدس إلى الرنكوس. ضريبة قد ندفعها وندفعها وندفعها رغماً عن ارادتنا. 

ماذا نفعل ان ربحنا حي في يبرود وخسرنا لبنان بأكمله من خلال تعريض أهله وكرامة ناسه لهذه الويلات المتنقلة من مكان إلى مكان؟

متى سيعلم "حزب الله" أنه ينتحر بنا كلبنانيين، ينتحر بالشيعة قبل باقي المسلمين، وينتحر بالمسلمين قبل باقي اللبنانيين.. ويحتفل. 
إلى "حزب الله" ومن خلفه بيئته الحاضنة وأولياء نعمته نقول، "إحسم أمرك"، أهل سوريا أدرى بشعابها، خذ الدروس من يبرود والعِبر من الردّ الإرهابي السريع على "نصر يبرود"... وإلى لبنان عود.. 

متى سيُدرك الولي الفقيه أنه ينتحر بـ"حزب الله" وأهل "حزب الله" وناسه وجميع اللبنانيين، بالرغم من رفضهم هذا الكأس المسموم؟ 

بالنهاية، لا بدّ من ترداد عبارة سمِعتها من عجوز نُكِّل بها في حرب الجبل، علّها تكون مفيدة... عجوزٌ مقهورة نَظَرت إلى خالقها وقالت، "وحدك بتعرف إنو الدهر ما بيتمَسمَر لحدا"..

 
العِبرةُ فقط، لمن يُريد أن يعتبر.. 




 




 


إرسال تعليق

 
Top