0
كتب بشارة خيرالله - محظوظة زحلة، بموقعها الذي كان الممر الإجباريّ لموكب الراهبات الآتي من القلمون السوريّة والعائد إلى جديدة يابوس السوريّة. ومحظوظة بأبطالها أيضاً، فلولاهم لكان مصير الطفل ميشال ابراهيم الصقر (لا سمح الله) كمصير المخطوف جوزف صادر.. هي نفسها زحلة التي مرمغت أنف “الجيش العربي السوري” ذات معركة.

ومع هذا التطور النوعيّ في الاجماع على إدانة المجموعة الخاطفة لميشال الصقر، وبالتالي على ملاحقة الفاعلين وعدم الإكتفاء بشكرهم على هذا “الكَرم الأخلاقيّ”، بات لزاماً على البيئة الحاضنة بحكم المذهب والجغرافيا والسياسة، أن تتحرك قبل غيرها لرذل هؤلاء، وبصريح العبارة، بات لزاماً على “حزب الله” و”حركة امل” وعشائر البقاع الشمالي وأهالي “حور تعلا” و”بريتال” أن يكونوا عمليّاً في الطليعة، لمنع تكرار هذه الجرائم التي تمسّ بسمعتهم بنتيجة وجود أغلبيّة وازنة ضمن الرأي العام، تعشق التعميم، فيصبح المخطوف مخطوفاً في “حور تعلا” لا عند “ماهر طليس” تحديداً وتصبح السيارة المسروقة في “بريتال” بكل ما تمثِّل ومن تمثِّل من شرفاء، لا عند “مجموعة تحترف سرقة السيارات”.

ذنب أهالي “حور تعلا” و”بريتال” ومعهم “حزب الله” و”امل” أنهم سكتوا دهراً عن هذه الارتكابات المشينة التي تجلب لهم “السمعة الحسنة” وتعود وتقتلهم عند وقوع أي انفجار في “ضاحيتهم”، يتبيّن من خلاله أن السيارة مسروقة من (فلان) إلى بريتال ومنها إلى التفخيخ في يبرود.

إذن، سارق السيارة هذا، هو من يقتل أهله وناسه ما يحتِّم على “حزب الله” مقاومته قبل مقاومة غيره، قبل “مقاومة الإسرائيليّ والداعشيّ وأطفال سوريا”. فـ”شطف الدرج” يبدأ من هناك. المطلوب من “حزب الله” رفع الغطاء الكامل عن هؤلاء، لتقوم الدولة القادرة بكامل واجباتها وتبدأ بتطهير “مخيم” بريتال وحورتعلا من هذه الجماعات الإرهابيّة.

بالعودة إلى تحرير الراهبات، الذي كرّس اللواء عباس ابراهيم مفاوضاً ناجحاً للمرة الثانية بعد اتمام “صفقة أعزاز”، ما سيجعله إلى جانب رئيس الجمهورية والوزير أشرف ريفي، “قِبلة أنظار” أهل جوزف صادر. عليه أن يبدأ بمفاوضة من خطف جوزف صادر تحت عين الشمس على طريق المطار.

والدور الرياديّ الذي يلعبه اللواء ابراهيم بتكليف من رئيس الجمهورية وثقة زائدة من القطريين، يضعه أيضاً في مرتبة تُحتِّم عليه “تحرير المطرانين” بعد أن شَرَع بالمفاوضات بشأنهما، ويُكرِّسه رسولاً مهمته الأساس، تحرير مصور “سكاي نيوز” سمير كساب الذي غادر إلى سوريا منذ سنة ولم يعد.

كم تبدو مفرِحة_مبكِية، حكاية عودة الراهبات إلى الديار سالمات من أيادي من يأكلون الأكباد، في حين يتباهى بشار الأسد وصحبه بحماية المسيحيين ومصير رهبان دير القلعة لا زال مجهولاً. أين بطرس خوند يا أسد؟ وهلّ الخطف عند أكلة الأكباد الإرهابيين بات أرحم من سجون العار التي تحتجز أشرف ناسنا لسنوات طويلة خلت؟

الحكومة الحالية باتت مُلزَمة أمام الرأي العام، أن تُكلِّف رسمياً وبالإجماع، اللواء عباس ابراهيم بمهمة استعادة المعتقلين من السجون السوريّة، جميعهم دون استثناء. وباتت الفقرة المُلزمة في البيان الوزاريّ العتيد، “جيش وشعب ومقاومة الخطف”.. علّ الحكومة تنجح في هذا الامتحان كيّ لا تُهان.

الأثنين 10 آذار 2014 
 
  

 

إرسال تعليق

 
Top