0
كتبت فاطمة حوحو - هو الجمهور نفسه، صامداً مرابضاً عند مبادئ السيادة والدولة المدنية ومد اليد الى شركاء الوطن رغم كل ما حصل ويحصل.. هو الجمهور نفسه المتمسك دائماً وأبداً بحفظ لبنان وسلامته ومنع مخططات الحرب الأهلية من العبور إلى أرجائه، رافضاً الارهاب ونابذاً التكفير، ومؤمناً بالاعتدال ووحدة العيش المشترك.. بالأمس، كان جمهور 14 آذار على موعد مع الاحتفال بالذكرى التاسعة لانتفاضة الاستقلال، فاستذكروا رفاق درب التحرير من عهد الوصاية، بفضل همّة الشباب الذين رابطوا شهرين في ساحة الحرية وناموا في العراء في سبيل إسقاط رموز دولة نظام الوصاية الأمني، الذين طالبوا بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والذين أسقطوا بتحركهم الديموقراطي حكومة أرادت أن تردم جريمة العصر في حفرة «السان جورج» أسوةً بجرائم النظام السوري وأتباعه السابقة. 


بالأمس، لم تغب صور شهداء ثورة الأرز وشعارات الرابع عشر من آذار عن جداريات قاعة «البيال» التي احتضنت أكثر من مناسبة لقوى الاستقلال أكدت خلالها على تماسك فريقها وعلى الاستمرار في نهج الشهداء وآخرهم الشهيد محمد شطح الحاضر بامتياز في وجدان جماهير 14 آذار والكلمات التي ألقيت في مهرجانها التاسع، كما خصّص لذكراه بالأمس فيلم قصير أضاء على نهجه وحبّه للبنان وعلى صوت العقل والحوار الذي كان يتميّز به.

 
العلم اللبناني وحده يعلو ولا يُعلا عليه في احتفال 14 آذار وبين أيادي المشاركين فيه، وسط شعارات مؤكدة على وحدة 14 آذار، بحيث كان الخطاب السياسي لـ«المستقبل» و«الكتائب» و«القوات» واضحاً في تبديد رهانات تشرذم الحلفاء في تحالف الإستقلال والسيادة مع التأكيد على تعددية الأفكار والآراء داخل صفوف هذا التحالف الذي لا ينصاع كغيره لـ«ولي فقيه» هنا أو ديكتاتور أوحد «يؤمر فيطاع هناك».

 
فالرئيس فؤاد السنيورة الذي تقدم الحضور في مهرجان البيال أمس وألقى كلمة «تيار المستقبل»، أكد أنّ قوى انتفاضة الاستقلال تلتقي «حول رؤية واحدة للبنان ولمستقبل الإنسان في لبنان»، وترفض «الغلو والتطرف والعنف عند المسلمين والمسيحيين»، كما ترفض «التكفير والتشهير والتسفيه عند السنة والشيعة»، وقال: «لن نقبل بغير الدولة المدنية التي تتصدى وتقاوم اسرائيل وأطماعها وعدوانها. ولن نقبل بسيطرة سلاح الميليشيات، واصطناع سرايا للفتنة وأعمال المقاولات الأمنية والعسكرية غب الطلب، في لبنان وخارجة»، مضيفاً: «نحن في 14 آذار نتناقش ونختلف لكننا لا ننقسم ولا تتفرق صفوفنا (...) ورغم كل المآسي والأهوال والاستفزازات لم نحمل السلاح في وجه أهلنا في الوطن ولن نحمله وسنبقي على اليد الممدودة نحو اشقائنا في الوطن». ودعا في هذا السياق «حزب الله» الى «الانسحاب من القتال من سوريا اليوم لأن ذلك أفضل من الانسحاب غداً».

 
أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي وجه كلمة متلفزة من معراب، فشدد على أنّها «باطلة كل مقاومة تكون خارج إطار الدولة وقرارها وسلاحها»، وأكد أنّ «تباين وجهات النظر داخل 14 آذار حول المشاركة في الحكومة، لا يتعلق بمسألة تبوّء المراكز الرسمية، وإنما بمبدأ الدخول في شراكة سياسية مع «حزب الله» تُغطّي له ارتكاباته فيما عمليات القتل مستمرة، وفيما هو يُمعن بانتهاك سيادة الدولة، ويمتنع عن تسليم متهميه، وينغمس في تورطه داخل سوريا اكثر فاكثر، ويرفض بالمقابل تقديم اي تنازلات، او إعلان نوايا، ولو حتى لفظياً، مشرّعا أبواب لبنان أكثر فأكثر أمام الإرهاب والإرهابيين»، مشدداً في المقابل على أنّ «تحقيق اهداف ثورة الأرز يستوجب على فريقنا السيادي في 14 آذار السعي لتبوّء كل المراكز الرسمية في الدولة بكل تصميم وجدية وشفافية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي هي رأس السلطة ورمز الدولة في لبنان، وذلك عبر ترشيح وايصال شخصيةٍ سيادية صلبة مناضلة من صفوفه الى سدة الرئاسة»، ولفت جعجع إلى أنّ «الرئيس القوي ليس الرئيس المستقوي بقوة غيره، إنّما القوي برأيه الحر وبثبات مواقفه».

 
بدوره، منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل أكد في كلمة الحزب على أنّ «الاستسلام ممنوع والحرب الأهلية ممنوعة، وكل شيء بين الاثنين مسموح»، وقال: «علينا أن نخوض جميع المعارك المتاحة أمامنا للحفاظ على الدولة وسلامة لبنان»، مذكراً في معرض تفنيده إنجازات 14 آذار الأخيرة بـ«إعلان بعبدا» وحذف «الثلاثية المشؤومة» التي كانت تنص على عبارة «جيش، شعب، مقاومة» من البيان الوزاري والتي «أعطت شرعية لكيان مستقل عن الدولة يملك سلاحاً ويمسك بخوانيق اللبنانيين ويلعب بنا يميناً ويساراً». ووضع جملة أسئلة برسم «حزب الله»: «لماذا لم يأت الانتحاريون الى لبنان قبل مشاركتك في القتال بسوريا؟ ولماذا لا يذهبون الى الأردن وتركيا؟ وهل إن محاربة التكفيريين والمتطرفين تمر في وضع خط أحمر على نهر البارد؟»، مؤكداً في المقابل أنّ مسيرة 14 آذار مستمرة «مهما كانت الاستراتيجيات مختلفة، فالهدف واحد وسيبقى واحدا: بناء دولة حضارية سيدة مستقلة».

 
كما كانت كلمة لمنسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد الذي أكد أنّ «14 آذار تكون موحدة أو لا تكون، تنتصر مجتمعة أو تسقط جميع مكوناتها متفرقة»، مشدداً على أنّ أحداً لا يقدر «على رفع الخوف عند الشيعة، والقلق عند المسيحيين، والإحساس بالظلم لدى السنة، والخوف على الذات لدى الدروز، إلا مشروع دولة لبنانية مستقلة متحررة مدنية، سيدة على الجميع ولمصلحة الجميع».


المستقبل 15\3\2014

إرسال تعليق

 
Top