0

قالت السيدة نازك رفيق الحريري في بيان لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس الحريري: "اليوم يطوي الإستشهاد الكبير عامه التاسع، واليوم أيضا، يشهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن معه ولادة فجر العدالة. إنها العدالة التي انتظرناها جميعا، العدالة التي نريدها لا لثأر أو انتقام نريدها لتحمي لبنان من شماله إلى جنوبه أرضا وشعبا، ونريدها أن تداوي جرح كل من فقد عزيزا في مسيرة الدفاع عن الوطن، وعن وحدته الوطنية وأمنه وسلمه واستقراره،وبمفهومها ما هي إلا ترجمة للعدالة الإلهية والسماوية وهذا ما نريده ولا شيء غيره".

أضافت: "يا شهيد الوطن، مرت تسع سنوات وما زلت حيا في كل قلب أحبك، وفي كل فكر شاركك الأحلام والرؤية والأهداف، وفي كل قلم وصوت ما زال ينادي بالحقيقة وبالمبادىء التي بذلت حياتك من أجلها. وبقيت أحلامك نافذة الأمل المطلة على المستقبل الجميل الذي يعود فيه لبنان البلد الرسالة نموذجا حيا لإلتقاء الثقافات والحضارات وللعيش المشترك بين الأديان وبين الإنتماءات المختلفة. إن النظر إلى لبنان الحاضر قد يوحي باليأس وخصوصا مع تكرار مشاهد العنف واستباحة حياة الأبرياء على امتداد أرضنا".


وتابعت: "لكن دعونا نتذكر ما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليقول في مثل هذا الوقت، كان ليقف أمامنا بابتسامته المعهودة ليبث فينا تفاؤله وأمله بالغد وثقته بلبنان وبقدرته على تجاوز التحديات مهما بدت صعبة. ويدعونا لنرى نصف الكأس الملآن وكيف نجحنا في إقامة السلام بعد حرب دامت ثلاثة عقود بالإرادة والعزيمة وكيف حققنا إنجاز إعادة البناء والتنمية الشاملة في كافة المجالات. فإن أردنا العودة بوطننا إلى درب النهوض الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري علينا أن نلتقي جميعا حول دولة موحدة دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية، وعلينا أن نضع جانبا كل التجاذبات والإصطفافات السياسية وأن نلتزم بقواعد بناء وتدعيم الدولة الديمقراطية بمفهومها الواسع وبما تحمله من وعد بإطلاق طاقات الإنسان وقدراته في جو يوفر له الفرصة والحرية".


واردفت: "هذا هو فكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري وها هي رؤيته وقناعته ونهجه. فدعونا نختار هذا النهج ونكمل معا مسيرة قيام دولة القانون والديمقراطية والوفاق الوطني والسلم الأهلي، ونكمل رحلة بناء وطن آمن وزاهر للجميع. وفي هذا اليوم وكما في كل حين، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لبنان وأهله، وأن يعيد الأمن والطمأنينة والأمل إلى ربوعه".


وختمت: "اسمحوا لي في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي تتزامن مع وفاة أخي الحبيب والعزيز على قلبي زياد، أن أواسي وأعزي نفسي وأعرب عن الحزن والأسى لفراقه. كم هو صعب غيابك يا أخي زياد وكم هو عميق الجرح الذي تركه في نفسي. وقلبي لا يداويه سوى الإعتصام بالصبر والصلاة. 


هذه هي مشيئة الله ودعائي إلى الله عز وجل أن يجعل مثواه الجنة مع الأبرار والصالحين. والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى لك بالجنة ولنا بالسكينة والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون. والدعاء دائما بالرحمة لرفيق عمري الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار. وإلى لقاء قريب، بإذن الله".

إرسال تعليق

 
Top