كتب رضوان مرتضى - فُصِل نعيم عباس من «كتائب عبد الله عزام» قبل عام تقريباً. ابتعد عن
الشيخ توفيق طه المعروف بـ«أبو محمد» بسبب خلافات تنظيمية داخلية. وقبل
أشهر قليلة، بايع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ليبدأ العمل
للفصيل التوأم لـ«القاعدة»، من دون أن تربطه أي علاقة بفرع «الدولة» الذي
أعلنه المدعو «أبو سيّاف الأنصاري» منذ أسابيع. وتكشف مصادر إسلامية أن
علاقته كانت مباشرة مع قيادة التنظيم في العراق.
الرجل الذي يحمل أكثر من لقب (أبو إسماعيل وأبو سليمان) وتصفه الأجهزة
بأنه «عقل أمني وذراعٌ تنفيذية» لا نظير لهما، وقع في قبضة استخبارات الجيش
صباح أمس. خبرٌ لا يكاد يُصدّق في الأوساط الأمنية وصادم في الأوساط
الإسلامية، لكنّه تحقق. وبشكل مفاجئ، انهار عباس وأقرّ، خلال وقت قياسي لا
يتجاوز أربع ساعات، بمعلومات خطيرة كانت في جعبته أفشلت أكثر من مخطط
لهجمات انتحارية وقصف صاروخي قبل وقوعها. وهو أرشد عناصر قوّة الجيش التي
أوقفته في زاروب التمليص في طريق الجديدة إلى السيارة المفخّخة المركونة في
كورنيش المزرعة، مدلياً باعترافات سريعة عن عدة عمليات إرهابية يحضّر لها
وأخرى نسّق تنفيذها سابقاً، وكل ذلك خلال المدة الوجيزة التي استغرقها
اقتياده بالسيارة العسكرية من مكان التوقيف إلى مقرّ وزارة الدفاع.
نعيم عباس (43 عاماً)، اسمٌ لمع في سماء «الإرهاب والجهاد». الرقم الصعب في مخيم عين الحلوة، الذي يحضر عند ذكر قياديين بارزين أمثال توفيق طه وماجد الماجد وأسامة الشهابي وآخرين، وقع في الفخ. اسم عباس عاود الظهور إلى العلن الشهر الماضي مع توقيف الشيخ عمر الأطرش، المتّهم بنقل انتحاريين إلى الضاحية الجنوبية. ذُكر اسمه يومها بوصفه «أبو سليمان» الذي يملك مستودعاً على أطراف الضاحية، تركن فيه السيارات المفخّخة قبل توجهها إلى هدفها. قبل ذلك، كان الرجل يعمل في الخفاء. يُحب الظل ويكره الإعلام. وكان اسمه قد تردد مرات عدة قبل ذلك في قضايا إطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي المحتلة واستهداف قوات اليونيفيل. وبرز اسمه عام 2009 في اعتراف أحد الموقوفين فادي إبراهيم الملقّب بـ«السيكمو» الذي أفاد بأن عباس متورط باغتيال قائد عمليات الجيش اللواء فرنسوا الحاج عام 2007. ورغم ذلك، ليس في أرشيف الأجهزة الأمنية سوى صورتين قديمتين لعباس، إحداها عمرها أكثر من عشرين عاماً والثانية التقطت له منذ أكثر من ثماني سنوات يظهر فيها جالساً على متن دراجة نارية في مخيم عين الحلوة.
يشبه «أبو اسماعيل» معظم «الجهاديين». الرجل الأربعيني، الذي انفصل عن حركة «الجهاد الإسلامي» منذ سنوات ليعمل مع «القاعدة»، قليل الكلام. ورغم سرعة اعترافه القياسية، يُجمع كل من قابله على أن الرجل يُتقن فن الصمت. يبدي دائماً قلّة إطلاع على الأوضاع، لكن حماسته تفضحه أحياناً. امتنع لفترة عن حمل جهاز خلوي لضروراتٍ أمنية، لكنه عدل عن قراره بُحكم الضرورة أيضاً. وصار يستبدل رقمه بين فترة وأخرى. الشاب الذي كان معجباً بـ«حزب الله» في السنوات الماضية، بات يعتبر «الحزب الشيعي» عدوّه اللدود. يكيل الاتهامات لـ«الحزب الذي وقف في صف النظام السوري الظالم ضد الشعب المظلوم». ويفخر بانتمائه إلى منهج «القاعدة»، فيقول موجّهاً كلامه إلى «حزب الله»: «نحن أحفاد الحسين الذين ثاروا على ظلم طواغيت العصر وليسوا هم الذين ناصروا الظالم».
لم يُكشف بعد الخيط الذي أوصل إلى توقيف نعيم عباس. يجري تداول معلومات بأن الإرهابي الذي حاول العدو الإسرائيلي اغتياله بعبوة ناسفة عام 2010، كان متابعاً عن كثب من قبل استخبارات الجيش. أما عن الأسباب التي عجّلت في اعترافه، فتكشف المصادر الأمنية أنه ووجه بتسجيلات ومضمون تنصّت على اتصالات ودلائل أخرى، فضلاً عن وقع صدمة التوقيف التي سببت انهياره السريع.
نعيم عباس (43 عاماً)، اسمٌ لمع في سماء «الإرهاب والجهاد». الرقم الصعب في مخيم عين الحلوة، الذي يحضر عند ذكر قياديين بارزين أمثال توفيق طه وماجد الماجد وأسامة الشهابي وآخرين، وقع في الفخ. اسم عباس عاود الظهور إلى العلن الشهر الماضي مع توقيف الشيخ عمر الأطرش، المتّهم بنقل انتحاريين إلى الضاحية الجنوبية. ذُكر اسمه يومها بوصفه «أبو سليمان» الذي يملك مستودعاً على أطراف الضاحية، تركن فيه السيارات المفخّخة قبل توجهها إلى هدفها. قبل ذلك، كان الرجل يعمل في الخفاء. يُحب الظل ويكره الإعلام. وكان اسمه قد تردد مرات عدة قبل ذلك في قضايا إطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي المحتلة واستهداف قوات اليونيفيل. وبرز اسمه عام 2009 في اعتراف أحد الموقوفين فادي إبراهيم الملقّب بـ«السيكمو» الذي أفاد بأن عباس متورط باغتيال قائد عمليات الجيش اللواء فرنسوا الحاج عام 2007. ورغم ذلك، ليس في أرشيف الأجهزة الأمنية سوى صورتين قديمتين لعباس، إحداها عمرها أكثر من عشرين عاماً والثانية التقطت له منذ أكثر من ثماني سنوات يظهر فيها جالساً على متن دراجة نارية في مخيم عين الحلوة.
يشبه «أبو اسماعيل» معظم «الجهاديين». الرجل الأربعيني، الذي انفصل عن حركة «الجهاد الإسلامي» منذ سنوات ليعمل مع «القاعدة»، قليل الكلام. ورغم سرعة اعترافه القياسية، يُجمع كل من قابله على أن الرجل يُتقن فن الصمت. يبدي دائماً قلّة إطلاع على الأوضاع، لكن حماسته تفضحه أحياناً. امتنع لفترة عن حمل جهاز خلوي لضروراتٍ أمنية، لكنه عدل عن قراره بُحكم الضرورة أيضاً. وصار يستبدل رقمه بين فترة وأخرى. الشاب الذي كان معجباً بـ«حزب الله» في السنوات الماضية، بات يعتبر «الحزب الشيعي» عدوّه اللدود. يكيل الاتهامات لـ«الحزب الذي وقف في صف النظام السوري الظالم ضد الشعب المظلوم». ويفخر بانتمائه إلى منهج «القاعدة»، فيقول موجّهاً كلامه إلى «حزب الله»: «نحن أحفاد الحسين الذين ثاروا على ظلم طواغيت العصر وليسوا هم الذين ناصروا الظالم».
لم يُكشف بعد الخيط الذي أوصل إلى توقيف نعيم عباس. يجري تداول معلومات بأن الإرهابي الذي حاول العدو الإسرائيلي اغتياله بعبوة ناسفة عام 2010، كان متابعاً عن كثب من قبل استخبارات الجيش. أما عن الأسباب التي عجّلت في اعترافه، فتكشف المصادر الأمنية أنه ووجه بتسجيلات ومضمون تنصّت على اتصالات ودلائل أخرى، فضلاً عن وقع صدمة التوقيف التي سببت انهياره السريع.
الأخبار
إرسال تعليق