في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر فيها البلاد والتفجيرات وأعمال
الخطف التي
أصبحت شبه يومية، وفي ظل الحالة الاقتصادية التعيسة والسياحة التي اصبحت في خبر
كان، وفي ظل التجاذبات السياسية والمماطلة في تشكيل الحكومة، نستفيق اليوم على
مشكلة جديدة لا تشبه سواها من المشاكل، وقد تصدرت الوسائل الاعلامية ومواقع
التواصل الاجتماعي بسرعة، هي "جريمة" التعري. جاكي شمعون شابة لبنانية تمارس
رياضة التزلج وقد ذهبت الى روسيا لتمثيل لبنان في الالعاب الاولمبية الشتوية في
سوتشي، وما أن بدأت الالعاب، حتى انشرت على بعض المواقع، صور تعود لجاكي وهي نصف
عارية على الثلج تبين انها مأخوذة قبل سنتين بهدف الترويج لمنتج يعود لشركة تبيع
معدات للتزلج، وترافق نشر الصور مع حملات تشهير كبيرة، فالبعض يريد التحقيق مع
جاكي والبعض الأخر يقول انها شوهت صورة لبنان في الخارج، وهناك من وصل بالتخوين ليعتبر أن جاكي "عار"
ومجرمة.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل اصبح التعري جريمة وهل كل مشاهير العالم
الذين تعروا قد شوهوا صورة بلادهم؟ جاكي ليست مجرمة ولا تتحمل أي مسؤولية في تشويه
صورة لبنان. أليس حرق الدوليب وقطع الطرقات وعمليات الخطف والإشتباكات اليومية على
المحاور والتصريحات الطائفية أكثر إجراماً من حرية الفرد مهما بلغت جرأتها؟
والسوأل الذي يطرح نفسه أيضاً، لماذا ترافق نشر الصور مع انطلاقة
الالعاب وهل هناك من يريد تشويه صورة جاكي؟
جاكي شمعون هي بطلة من لبنان وتستحق التقدير والدعم
لا التجريم والتشويه لكي تحقق نتائج جيدة وترفع إسم لبنان. فهل أصبحت الحريّة
الفرديّة جريمة في وطن يستيقظ كل يوم عل جرائم تشوّه صورته في الداخل وفي الخارج؟
حنا رفول
إرسال تعليق