كتب سيمون ابو فاضل - دوران
ازمة تشكيل الحكومة حول هوية القوى السياسية التي ستتولى مستقبلاً حقيبة
النفط والطاقة التي يشغلها حاليا القيادي في «التيار الوطني الحر» الوزير
جبران باسيل، هو حال لن يشهد مخرجاً له طالما ان الرئيس المكلف تشكيل
الحكومة تمام سلام يتمسك وقوى 14 آذار بمبدأ المداورة وفي المقابل يرفض
رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون هذا المبدأ ويتضامن
معه «حزب الله» وحكما كافة قوى محور 8 آذار التي لن تشارك في حكومة بمن
«قبِلَ» بعد ان كانت ستؤلف على قاعدة بمن حضر، انطلاقاً من كونها ستصبح
حكومة امر واقع سياسي، استناداً الى الاتفاق الاولي بين الثنائي الشيعي
حركة «أمل» و«حزب الله« و«تيار المستقبل» و«جبهة النضال الوطني»...
والى هذه الازمة الاستراتيجية وفق حسابات كل الفرقاء المعنيين
في الخلاف حول حقيبة الطاقة، فان سائر النقاشات تبقى تدور داخل الصف
الواحد ولا تصل الى حد تأخير ولادة الحكوم اسوة بتنامي وجهة نظر لأحد
النواب الشماليين في «تكتل لبنان اولا» وهي توسعت داخل صفوف هذا الفريق على
ما تشير اوساطه انه من الافضل عدم تولي «تيار المستقبل» وزارة الداخلية في
هذه المرحلة التي تتطلب مواجهة مباشرة ومحتمة مع الاسلاميين والمتطرفين
والارهابيين، بما من شأنه ان يجعل سائر قيادات هذا «التيار» في موقع
الاستهداف المباشر، لا سيما ان هذه الظاهرة لن تتوقف طالما ان «حزب الله»
لن يلتزم في اعلان بعبدا ويستمر بالقتال في سوريا الى جانب قوات الرئيس
السوري بشار الاسد... اذ من الافضل الابتعاد عن هذا الموقع الذي يجعل «تيار
المستقبل» امام «النار السياسية» لحزب الله وايضا «لنار الجحيم» من قبل
الارهابيين، اذ ان التيار لم يعد باستطاعته توسيع دائرة الجبهات المحيطة
به... على ضوء الاغتيالات التي تصيب اركانه... ولا تزال تهدد الآخرين.
لكن في العودة الى الأزمة الاساسية المرتبطة عضوياً بين
الوزير باسيل وبين وزارة النفط والطاقة، بما قد يدفع برئيس «تيار المستقبل»
الرئيس سعد الحريري وفق ما يتوقع من التقوا به مؤخرا الى موقف مرتقب له ان
يكون عشية استشهاد الرئيس رفيق الحريري، يعرب خلاله عن قوله «اللهم اني
بلغت» اي لا يقبل بعدها بهذا الواقع من «التناتش» حول الحقائب ولا سيما
الطاقة منها، اذ هو وبعد ابداء الموقف الايجابي للمشاركة وفق تراجع 8 آذار
عن شروطها واجه ردات فعل من مؤيديه وقواعده وحلفائه لا بل ان بعضهم خونهة
واصفا اياه بالتراجع امام «حزب الله» بعد الاتهامات التي كان كالها لهذا
الفريق.. ويعود عندها الحريري للاعلان عن قاعدة جديدة لتشكيل الحكومة نظرا
لحاجة البلاد اليها في المرحلتين الحالية والمقبلة المتزامنة مع الاستحقاق
الرئاسي.
لكن ايضاً في القناعة المطلقة لدى قوى 8 آذار، ان مطلب النائب
العماد عون هو حق يجب عدم التفريط به، والى ذلك ان «حزب الله» الذي ابلغ
عبر المساعد السياسي لامين عام الحزب السيد حسين خليل الى رئيس مجلس النواب
نبيه بري من خلال الوزير علي حسن خليل ان دورك التفاوض ومعا نقرر.
وتكشف اوساط سياسية مقربة من قيادة «حزب الله» ان تبني الحزب
لمطلب العماد عون لا يعود فقط لكونه الحليف الذي لا يقبل الحزب بانكساره،
بل ان ثمة قناعة لدى قيادة الحزب، ان الفريق السياسي المقابل الذي يريد ان
ينتزع حقيبة النفط والطاقة من الوزير باسيل لصالحه هو، يريد من ذلك استعمال
اموالها سياسياً في موجهة فريق الممانعة ولذلك ان التضامن مع العماد عون
في طلبه الابقاء على هذه الحقيبة مع باسيل هو خيار استراتيجي يدخل في سياق
مسلسل المواجهات القائمة بين «حزب الله» وبين تيار المستقبل الذي يريد وضع
يده على هذه الحقيبة تحت شعار المداورة المفخخة.. وهو امر لن يحصل وعلى
تيار المستقبل ان يعيد النظر في تعاطيه بشتى الاتجاهات لان منطق الاستغباء
لم يعد يصح وكذلك اسلوب الاستهتار بالآخرين.. في اي موقع كانوا.. لأن الحزب
لن يلحس المبرد للدخول الى حكومة مفخخة..
إرسال تعليق