9\1\2014
لعلّه السؤال الأبرز الذي يجب طرحه في هذه الآونة، حيث يتساقط الرؤساء - الطغاة واحدهم تلوَ الآخر في هذا العالم العربيّ بفعل أصوات الشعوب التواقة الى الحرية من جهة، وموضة خلط الأوراق الإقليمية والتحالفات الأممية من جهة أخرى. وحده ميشال سليمان يُغرِّد خارج سرب هؤلاء المنبوذين من قِبل شعوبهم، لتأتيه المذمَّة الشهادة بأنه يقترب إلى الكمال، كي لا يُقال أكثر.
فمن جهة 14 آذار التي أعلنت دعمها الكامل لتوجهات الرئيس ومواقفه السيادية، مع ما يعني هذا الدعم المتنوع مذهبياً، ليظهر الرئيس المنتخب بإجماع اللبنانيين، وعلى الرغم من كلّ العواصِف المحيطة، رئيساً لأكبر تكتل نيابي أعطاه ثقة غير مشروطة بالتمثيل الحكومي أو عدمه، ومن جهة الثنائي الشيعي في 8 آذار، يستطيع العقل أو الـ"أي كيو"، تفهّم أسباب الهجوم الشرس على من أراد تحييد لبنان، فيما هم، أو على الأقل "حزب الله" وسراياه، منخرطون حتى النخاع الشوكي في المطحنة السورية.
لكن ما لا يقدر الـ"أي كيو" على استيعابه، هذا الكمّ الإنتقادي من قِبل من يُفترض أن يكونوا إلى جانب الرئيس في معركته السيادية لمصلحة لبنان، هذه المعركة التي تُحتِّم على العماد ميشال عون مثلاً، الوقوف جنباً إلى جنب مع رئيس البلاد، واضعاً كتلته النيابية بتصرف بعبدا كما فعلت قوى 14 آذار بكامل أطيافها بدلاً من الإمعان في عرقلة المسار الاستقلالي وغير الاستفزازي في آن، الذي فرضه الرئيس سليمان بحكمته وحسن إدارته وقدرته على الدوزنة بين المتخاصمين، إن على الصعيد اللبناني أو على الصعيد الإقليمي في أدقّ مرحلة وفي أصعب ظرف.
ومن البديهيات في هذا التوقيت بالذات، إعادة التذكير بأن "إعلان بعبدا" لم يأتِ على خلفية إنتقامية من "حزب الله" كما يحلو للبعض أن يعتقد، لا بل جاء قبل اعتراف الحزب بمشاركته في الحرب السورية كما سبق للرئيس أن أعلن في رعايته لـ"منتدى بعبدا"، وأيضاً بالنسبة الى حكومة نجيب ميقاتي التي وقّع عليها رئيس الجمهورية، خلافاً لرأي 14 آذار، هذه الحكومة التي أعطت جنرال "التغيير والإصلاح" عشرة وزراء ونصف، مع ما لهذا الرقم الانتفاخي من دلالة واضحة، على عدم رغبة ميشال سليمان في منافسة أحد أو مقاسمته، ولو كان كذلك، لما وقّع على تلك الحكومة التي عادت وأثبتت مدى هزالتها على جميع المستويات، فهل يتحمل الرئيس أعباء فشل من لم يُحافظ على الوزنات المضخّمة المعطاة له بغفلة من زمنٍ أُسقِط فيه سعد الحريري بطريقة غلافها دستوري وباطنها إقصاء وعزل وتهديد ونفي؟
وهل يتحمل رئيس الجمهورية مسؤولية عدم الإتيان بهذا المُرشح أو ذاك لقيادة الجيش، أم تُراه يتحمل مسؤولية التمديد للمجلس النيابي وهو أول من عارضه كما عارض القانون المُسهِّل أو المُمهِّد للتمديد، والمسمى زوراً "أرثوذكسي"؟
ومن العلامات الفارقة في هذا الزمن الرديء، أن تصبح بعبدا "مكسر عصا" أو تنفيسة كلّ من لا يجرؤ على قول الأشياء على حقيقتها، لينتعش بالهجوم على الرئيس ويدّعي الإستقلالية في حين يسكت عن كلّ الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في زمن العدالة الدولية وعودة الاغتيالات وفوران الكبتاغون وهيجان التطرف على ضفّتي النزاع. وكأن "حزب الله" بات مسؤولاً عن نصف الجريمة المنظمة، ليتحمل شريكه في الوطن، النصف الآخر من تلك المسؤولية التاريخية التي تعيد هذا اللبنان قروناً إلى الوراء.
وهل من المقبول في هذا الزمن التهديديّ للكيان اللبناني، أن لا تُقال كلمة الحقّ أو تُخاض النضالات من أجل تثبيت النهج الإعتدالي السيادي المُهدَّد بفعل نتائج حرب التكفيريين التي نجح النظام السوري في انتاجها واستعمالها ورقة تُبرر وجوده، تماماً كما نجح "حزب الله" في استدراجها إلى الداخل اللبناني، وتماماً أيضاً، كما نجح الرئيس سليمان في فرض وجهة نظره التحييدية وكسب الرأي العام الشعبي المؤيد لتوجهاته الانقاذية. أم أن جحا أو "جحي" كما يحلو للبعض أن يسميه، بات غير قادر إلا على رئيسه؟
ناشط سياسي - ناشر موقع "ليبانون تايم".
فمن جهة 14 آذار التي أعلنت دعمها الكامل لتوجهات الرئيس ومواقفه السيادية، مع ما يعني هذا الدعم المتنوع مذهبياً، ليظهر الرئيس المنتخب بإجماع اللبنانيين، وعلى الرغم من كلّ العواصِف المحيطة، رئيساً لأكبر تكتل نيابي أعطاه ثقة غير مشروطة بالتمثيل الحكومي أو عدمه، ومن جهة الثنائي الشيعي في 8 آذار، يستطيع العقل أو الـ"أي كيو"، تفهّم أسباب الهجوم الشرس على من أراد تحييد لبنان، فيما هم، أو على الأقل "حزب الله" وسراياه، منخرطون حتى النخاع الشوكي في المطحنة السورية.
لكن ما لا يقدر الـ"أي كيو" على استيعابه، هذا الكمّ الإنتقادي من قِبل من يُفترض أن يكونوا إلى جانب الرئيس في معركته السيادية لمصلحة لبنان، هذه المعركة التي تُحتِّم على العماد ميشال عون مثلاً، الوقوف جنباً إلى جنب مع رئيس البلاد، واضعاً كتلته النيابية بتصرف بعبدا كما فعلت قوى 14 آذار بكامل أطيافها بدلاً من الإمعان في عرقلة المسار الاستقلالي وغير الاستفزازي في آن، الذي فرضه الرئيس سليمان بحكمته وحسن إدارته وقدرته على الدوزنة بين المتخاصمين، إن على الصعيد اللبناني أو على الصعيد الإقليمي في أدقّ مرحلة وفي أصعب ظرف.
ومن البديهيات في هذا التوقيت بالذات، إعادة التذكير بأن "إعلان بعبدا" لم يأتِ على خلفية إنتقامية من "حزب الله" كما يحلو للبعض أن يعتقد، لا بل جاء قبل اعتراف الحزب بمشاركته في الحرب السورية كما سبق للرئيس أن أعلن في رعايته لـ"منتدى بعبدا"، وأيضاً بالنسبة الى حكومة نجيب ميقاتي التي وقّع عليها رئيس الجمهورية، خلافاً لرأي 14 آذار، هذه الحكومة التي أعطت جنرال "التغيير والإصلاح" عشرة وزراء ونصف، مع ما لهذا الرقم الانتفاخي من دلالة واضحة، على عدم رغبة ميشال سليمان في منافسة أحد أو مقاسمته، ولو كان كذلك، لما وقّع على تلك الحكومة التي عادت وأثبتت مدى هزالتها على جميع المستويات، فهل يتحمل الرئيس أعباء فشل من لم يُحافظ على الوزنات المضخّمة المعطاة له بغفلة من زمنٍ أُسقِط فيه سعد الحريري بطريقة غلافها دستوري وباطنها إقصاء وعزل وتهديد ونفي؟
وهل يتحمل رئيس الجمهورية مسؤولية عدم الإتيان بهذا المُرشح أو ذاك لقيادة الجيش، أم تُراه يتحمل مسؤولية التمديد للمجلس النيابي وهو أول من عارضه كما عارض القانون المُسهِّل أو المُمهِّد للتمديد، والمسمى زوراً "أرثوذكسي"؟
ومن العلامات الفارقة في هذا الزمن الرديء، أن تصبح بعبدا "مكسر عصا" أو تنفيسة كلّ من لا يجرؤ على قول الأشياء على حقيقتها، لينتعش بالهجوم على الرئيس ويدّعي الإستقلالية في حين يسكت عن كلّ الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في زمن العدالة الدولية وعودة الاغتيالات وفوران الكبتاغون وهيجان التطرف على ضفّتي النزاع. وكأن "حزب الله" بات مسؤولاً عن نصف الجريمة المنظمة، ليتحمل شريكه في الوطن، النصف الآخر من تلك المسؤولية التاريخية التي تعيد هذا اللبنان قروناً إلى الوراء.
وهل من المقبول في هذا الزمن التهديديّ للكيان اللبناني، أن لا تُقال كلمة الحقّ أو تُخاض النضالات من أجل تثبيت النهج الإعتدالي السيادي المُهدَّد بفعل نتائج حرب التكفيريين التي نجح النظام السوري في انتاجها واستعمالها ورقة تُبرر وجوده، تماماً كما نجح "حزب الله" في استدراجها إلى الداخل اللبناني، وتماماً أيضاً، كما نجح الرئيس سليمان في فرض وجهة نظره التحييدية وكسب الرأي العام الشعبي المؤيد لتوجهاته الانقاذية. أم أن جحا أو "جحي" كما يحلو للبعض أن يسميه، بات غير قادر إلا على رئيسه؟
ناشط سياسي - ناشر موقع "ليبانون تايم".
إرسال تعليق