0


على الأقلّ، جاكي لم تتسول الوزارة يا أفندي
12 شباط 2014
كتب بشارة خيرالله - أهضم من طالع جمهور أنطاكية وسائر المشرق خائفاً على صورة لبنان بالأمس، كان الأفندي فيصل عمر كرامي، إبن المدينة الغارقة في صورة دمويّة مأساويّة، لا تشبه تاريخها العريق بشيء. بالأمس، أشعلت البطلة جاكي شمعون كلّ المحاور، أين منها محاور جبل محسن وباب التبانة، تلك المدينة "المتعافية" على شاطىء البحر الأبيض المتوسِخ.
أغمض وزير الشباب في حكومة الكبتاغون عينيه عن عشرات التجاوزات وهرع مطالباً العالم الأولمبي بعدم تشويه صورة لبنان، فالخطف مقابل الفدية هو عمل خيري لا يُحرِّك مشاعر الوزير، تدمير طرابلس الممنهج وفقاً لمخطط سماحة المملوك لا يستفزّ وزيراً ضُربت الحصص المذهبيّة لإدخال مشاريعه التنويريّة التنمويّة الإعماريّة إلى صلب البيان الوزاري الذي تُرجِم خير ترجمة، ودائماً بفضل وجود هذا الأفندي.
ترك الوزير النشيط المجموعة الأولمبية لحرق الدواليب وخاف من جمال جاكي شمعون وقدرتها الخارقة على تشويه صورة "لبنان الإطارات المشتعلة" والجبهات المشتعلة والعبوات المتنقلة والانتحاريين "المدرسة" في تحسين صورة لبنان. "لبنان الأسير ورفعت علي عيد وميشال سماحة وفضل شمندور". لم يُعلِّق مثلاً على مناشدة زميله في الحكومة مروان شربل الصريحة ومن على شاشة المنار، للمجموعات التي تسرق السيارات وتبيعها لمجموعات أخرى لتعود وتنفجر وتقتل من تقتل من أهالي هؤلاء.
تناسى الأفندي إبن الأفندي كلّ المشكلات التي من شأنها "تحسين صورة لبنان" وركّز اهتمامه على البطلة الحسناء، التي ارتكبت جريمة أخذ عدة صور غير مألوفة في مكان عام ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، فيما صمت دهراً عن الجريمة التي أودت بحياة رولا يعقوب وطاولت بالأمس منال عاصي.. والحبل عالجرّار.
هلّ لمعاليه أن يطلّ على اللبنانيين بموقِف صريح وواضح من مواضيع عدّة، تماماً كموقفه بالأمس، هلّ سيكشف لنا من هي الأيادي الخفيّة التي تعبث بأمن طرابلس وأمانها، هلّ سيعترف أن الإعتدال المطلوب دفنه وهو أصلاً من أهله وناسه، مطلباً أساسيّاً للنظام الأسديّ، حليفه المهووس بإشعال الحرائق، سيّما في مدينة العلم والعلماء.
ليس دفاعاً عن شابّة يكفل الدستور اللبناني أصلاً حريّتها الفرديّة، بقدر ما يندرج في تسليط الضوء على هشاشة مجتمع بأكمله، تأخذه مجموعة من الصور الجميلة إلى انقسام حاد، متناسياً مشكلاته والهموم، عشيّة إطفاء الشمعة الأولى لتكليف تمام سلام.. دون تأليف. 

كاتب وناشط سياسي - ناشر موقع ليبانون تايم


إرسال تعليق

 
Top