كتب بشارة خيرالله - مع اقتراب تشكيل الحكومة الذي تتقدم حظوظه حيناً وتتراجع
أحياناً، وعشيّة انطلاقة الحديث الجدي الذي بدأ يأخد مكانه بين النقاشات وفي
المطابخ التي تعمل على غربلة الأسماء، ظهرت وبشكلٍ غير مسبوق، "رفوف"
كثيرة من المستوزرين الموسميين الذين لا يعرفون من السياسة إلا الكرسيّ، سواء كان
وزارياً أم نيابيّ. "رحم الله من عرف حدّه ووقف عنده"، لكن الأخطر من صبيَنة
بعض هؤلاء في السياسة، هم الذين يجيدون التملّق ويصِلون.
لسان حال المستوزر في هذه الأيام "الفائضة الأمل"
إضافة إلى لون البذّة وربطة العنق، تلك الصلاة التي يردِّدها عند مطلع كلّ شمس. "يا
رب، إجعلني من بين هؤلاء الوزراء فأنا أكثر من يستحق اللقب. يا رب، أبعد عني
الكاميرات في هذه الفترة المصيرية، لربما كان موقفي مخالفاً لموقف فلان ومزعجاً
لعلتان. أبعد عني كلّ ما يمت للمواقف بصلة، علّني أخطأت في التقدير ووقعت في حفرة
إزعاج أحد".
يا رب، أغمِض عينيّ فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس
المكلّف وسائر الأقطاب المعنيين في التسمية عن مواقفي السابقة، ونسّيهم سيرتي
الناصعة بالفساد والموبقات وكلّ ما هنالك من سرقات. يا رب، اجعلني متقدماً على
رفاقي كوني استرسلت في تحقيرهم لأتقدم، ولم أنجح في دعمهم الذي من شأنه أن
يرفّعني.
يا رب، وعدي لك أن أبتلع سمومي في حال ساهمت في تزكية
إسمي لأكون من بين هؤلاء المحظيين وسأعمل جاهداً لتغليب منطق القوة على قوة
المنطق. يا رب، لا تسمح لأحد بأن يضع إسمي في سلة المهملات، فمالي كثير ومعارفي
كثر والحفلات التي أنفقت عليها الكثير الكثير تجعلني مستحقٌ مستحق، لا تحرمني هذا
اللقب الذي لأجله ناضلت وكرمى لعيونه تبرعت ونافقت وأنفقت، وللوصول إليه سعيت
وبكيت واستسلمت واستزلمت.
ويتابع المستوزر: "يا رب، أنت تعرف أنه لن يكون للحياة
طعمها وليس في وقفاتها أي عزّ فيما لو حرمتني من الجنة الوزارية الموعودة، فهي مفصّلة
على مقاسي ولا تليق إلّا بي. يا رب، إجعل دربي سالكة وآمنة لدخول ذلك المجلس
العتيد، لعلّ مدة حكمه تطول سنوات كما يُشاع، لعلّها أشهر حتى لو كانت قليلة كما
يقول الرأي الأخر، لعلّها ساعات قليلة تجعل منّي صاحب المعالي، مع ثقة المجلس
النيابي أو من دونها لا فرق، مع "حزب الله" أو من دونه لا فرق، سيادية
أم خدماتية أم عادية لا فرق، مع حقيبة أو من دون حقيبة أيضاً لا فرق. فأنا فقط،
أحلم في هذا المنصب وأعمل من أجل هذا اللقب وأنفق الكثير ومنذ زمن لبلوغ هدفي هذا،
أرجوك أرجوك يا ربي وإلهي، أن لا تجعل دربي الوزارية متعثّرة. فأنا بالوزارة حلمت ولست
معتاداً ألّا أَحقّق أحلامي.. يا رب، أُريد أن أكون وزيراً في هذه الحكومة أياً
كان الثمن وأياً كانت التنازلات، فأنا نسيتك يا ربي بما فيه الكفاية، ولكن أرجوك،
لا تنسني.. فالجنة الحكومية تنتظرني".
إرسال تعليق